قوله تعالى ( واستعينوا بالصبر والصلاة )
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) . الاستعانة بالصبر على أمور الدنيا والآخرة لا إشكال فيها . وأما نتيجة الاستعانة بالصلاة . فقد أشار لها تعالى في آيات من كتابه ، فذكر أن من نتائج الاستعانة بها : النهي عما لايليق وذلك في قوله ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) وأنها تجلب الرزق وذلك في قوله ( وأمر بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ) ولذا كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة .
قال الإمام أحمد : ثنا إسماعيل بن عمر وخلف بن الوليد قالا ثنا يحيى بن زكريا يعني ابن زائدة عن عكرمة بن عمار عن محمد بن عبد الله الدولي قال : قال عبد العزيز أخو حذيفة قال حذيفة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى .
( المسند5/388 ) ، وأخرجه أبو داود ( السنن رقم1319-الصلاة ، ب وقت قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالليل ) ، والطبري في( التفسير رقم850 )من طريق يحيى بن زكريا به . وقد صححه أحمد شاكر في تحقيقه لتفسير الطبري ، وحسنه الألباني( صحيح الجامع الصغير4/215 ) .
وقال الإمام أحمد أيضا : حدثنا عبد الرزاق بن يزيد ، حدثنا كهمس بن الحسن عن الحجاج بن الفرافصة ، قال أبو عبد الرحمن-هو عبد الله بن يزيد- : وأنا قد رأيته في طريق فسلم علي وأنا صبي ، رفعه إلى ابن عباس ، أو أسنده إلى ابن عباس ، قال : وحدثنا همام بن يحيى أبو عبد الله صاحب البصري ، أسنده إلى ابن عباس ، وحدثني عبد الله بن لهيعة ونافع بن يزيد المصريان عن قيس بن الحجاج عن حنش الصنعاني عن ابن عباس ، ولا أحفظ حديث بعضهم من بعض ، انه قال : كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا غلام ، أو يا غليم ، ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بها ؟ فقلت : بلى ، فقال : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده أمامك تعرف إليه في الرخاء يعرفك في الشدة ، وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، قد جف القلم بما هو كائن ، فلو ان الخلق كلهم جميعا أرادوا أن ينفعوك بشئ لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه ، وإن أرادوا أن يضروك بشئ لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه ، واعلم أن الصبر على ما تكره خيرا كثيرا ، وأن النصر مع الصبر ، وان الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسرا .
( المسند رقم 2804 ) ، وصححه احمد شاكر في تحقيقه للمسند 4/233ح2669 ) ، أخرجه الترمذي ( السنن رقم2516-صفة القيامة ، ب59 ) من طريق عبد الله بن لهيعة والليث بن سعد عن قيس به نحوه مختصرا ثم قال : هذا حديث حسن صحيح . وصححه الشيخ الألباني( صحيح سنن الترمذي2/309رقم2043 ) . وحسنه الحافظ ابن رجب الحنبلي في رسالة بشرح هذا الحديث اسمها " نور الاقتباس في مشكاة وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما ص 24 ، 23 " . وفي كتابه جامع العلوم والحكم( ص174 ) .
وقال الطبري : حدثنا محمد بن العلاء ، ويعقوب بن إبراهيم ، قالا : حدثنا ابن علية ، قال : حدثنا ابن علية ، قال : حدثنا عيينة بن عبد الرحمن ، عن أبيه : أن ابن عباس نعي إليه أخوه قثم ، وهو في سفر ، فاسترجع . ثم تنحى عن الطريق ، فأناخ فصلى ركعتين أطال والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ) .
ورجاله ثقات وإسناده صحيح وأبو عيينة هو عبد الرحمن بن جوشن . وأخرجه المروزي( تعظيم قدر الصلاة 1/222رقم201 ) ، والحاكم ( المستدرك2/269-270 )من طريق هشيم عن خالد ابن صفوان عن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه به وصححه الحاكم وأقره الذهبي .
واخرج ابن أبي حاتم بإسناده الجيد عن أبي العالية يقول : استعينوا بالصبر والصلاة على مرضات الله . واعلموا انها من طاعة الله .
وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل الاستعانة بالصبر . انظر مثلا( جامع الأصول6/429-441 ) .
وأخرج المروزي والحاكم من طريق إسحاق بن إبراهيم ، أنا عبد الرزاق انا معمر ، عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أمة ام كلثوم بنت عقبة ، وكانت من مهاجرات الأول ، في قوله ( استعينوا بالصبر والصلاة ) قال غشي على عبد الرحمن بن عوف غشية حتى ظنوا انه فاض نفسه فيها فخرجت امرأته : أم كلثوم إلى المسجد تستعين بما أمرت به من الصبر والصلاة .
( تعظيم قدر الصلاة 1/224 ، 223 رقم205 ) ، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي . ( المستدرك 2/269 ) . وأخرجه عبد الرزاق في التفسير بنحوه( التفسير ص51 ، 50 ) .
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا سفيان بن عيينة قال : حدثونا يعني : ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله( واستعينوا بالصبر ) قال : الصبر : الصيام .
أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله ( وإنها لكبيرة ) قال : الصلاة .
ورجاله ثقات إلا ورقاء صدوق والإسناد حسن .
وانظر الروايات الواردة عند قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة . . . ) آية : 153 من هذه السورة .
قوله تعالى ( إلا على الخاشعين )
أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس( إلا على الخاشعين ) يعني : المصدقين بما أنزل الله تعالى .
وأخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية في قوله ( إلا على الخاشعين ) قال يعني : الخائفين .
واخرج عبد حميد عن شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ( إلا على الخاشعين ) على المؤمنين حقا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.