التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{قُلۡ مَن كَانَ عَدُوّٗا لِّـجِبۡرِيلَ فَإِنَّهُۥ نَزَّلَهُۥ عَلَىٰ قَلۡبِكَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَهُدٗى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ} (97)

قوله تعالى { قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبه بإذن الله }

وأخرج ابن أبي حاتم بسنده عن أنس قال سمع عبد الله بن سلام بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أرض يخترف فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي فما اول أشراط الساعة ، و اول طعام اهل الجنة وما ينزع الولد إلى أبيه او إلى أمه قال : أخبرني بهن جبريل آنفا ، قال جبريل : قال نعم ، قال ذاك عدو اليهود من الملائكة ، فقرأ هذه الآية{ من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك . . . }الحديث .

( الصحيح رقم4480-التفسير- سورة البقرة ، ب قوله من كان عدوا لجبريل ) . قال الحافظ ابن حجر في ( فتح الباري8/166 ) في هذا الحديث : تلا عليه الآية مذكرا له سبب نزولها والله أعلم .

وسبب نزول هذه الآية ما اخرجه احمد والترمذي والنسائي وابن أبي حاتم بإسناد حسن من طريق بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا أبا القاسم إنا نسألك عن أشياء فإن أنبأتنا بهن عرفنا انك نبي واتبعناك قال : فأخذ عليهم ما اخذ إسرائيل على بنيه : إن قال : الله على ما نقول وكيل . قالوا : فأخبرنا من صاحبك الذي يأتيك من الملائكة . فإنه ليس من نبي إلا يأتيه ملك بالخير فهي التي نتابعك عن أخبرتنا قال : جبريل . قالوا ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال ذاك عدونا لو قلت وميكائيل الذي ينزل بالنبات والقطر والرحمة . فأنزل الله عز وجل{ من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك }إلى آخر الآية .

راجع مواضع تخريجه والحكم على إسناده في الآية( 19 ) عند قوله تعالى{ فيه ظلمات ورعد وبرق } . واللفظ لابن أبي حاتم وقد ساقه مقتصرا على الشاهد والحديث طويل .

اخرج الشيخان بسنديهما عن ابن مسعود ان محمدا صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح .

( صحيح البخاري رقم4857-التفسير- سورة والنجم ، ب فأوحى إلى عبده ما أوحى ) . ( وصحيح مسلم رقم174 –الإيمان ، ب في ذكر سدرة المنتهى ) . واللفظ للبخاري .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن عمير مولى ابن عباس عن ابن عباس : قال إنما قوله جبريل كقوله عبد الله وعبد الرحمن .

ورجاله ثقات إلا الحسن صدوق فالإسناد حسن . وأخرجه من طريق سفيان عن العمش به وإسناده صحيح .

وأخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية في قوله{ فإنه نزله على قلبك يقول نزل الكتاب على قلبك بإذن الله عز وجل .

قوله تعالى{ مصدقا لما بين يديه }

وبه عن أبي العالية{ مصدقا لما بين يديه }يعني : من التوراة والإنجيل . وأخرجه الطبري بسنده الحسن عن قتادة بلفظه .

قوله تعالى{ وهدى وبشرى للمؤمنين }

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الصحيح عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قوله{ هدى وبشرى للمؤمنين }جعل الله هذا القرآن : هدى وبشرى للمؤمنين لن المؤمن إذا سمع القرآن وحفظه ووعاه انتفع به واطمأن إليه وصدق بموعود الله الذي وعد فيه وكان على يقين من ذلك .