التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{قُلۡ إِن كَانَتۡ لَكُمُ ٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ عِندَ ٱللَّهِ خَالِصَةٗ مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (94)

قوله تعالى{ قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين }

الخطاب لليهود فحينما زعموا انهم أولياء لله عليهم سبحانه وتعالى بقوله{ قل يا أيها الذين هادوا عن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين . ولا تتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين }الجمعة : 6-7 .

وقال عبد الرزاق : قال معمر عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة في قوله{ فتمنوا الموت إن كنتم صادقين }قال : قال ابن عباس : قال أبو جهل : لئن رأيت محمدا يصلي عند الكعبة لأطأن على عنقه ، فبلغ ذلك رسول الله ، فقال : " لو فعل لأخذته الملائكة عيانا " . قال : وقال ابن عباس : لو تمنى اليهود الموت لماتوا ، ولو خرج الذين يباهلون النبي لرجعوا لا يجدون أهلا ولا مالا .

( التفسير ص42 ، 41 ) ، ورجاله ثقات وإسناده صحيح . وذكره ابن كثير في التفسير مختصرا وصحح إسناده( 1/222 ) . وأخرج البخاري الشطر المرفوع( الصحيح ح4958- التفسير ) .

واخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن إسحاق بسنده عن ابن عباس سيقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم { قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خاصة من دون الناس فتمنوا الموت عن كنتم صادقين }أي ادعوا بالموت على أي الفريقين أكذب ، فأبوا ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأخرج بسنده الجيد عن أبي العالية قال : قال الله تعالى لليهود إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خاصة من دون الناس فتمنوا الموت . فلم يفعلوا حيث قالوا{ لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى }وقالوا{ نحن أبناء الله وأحباؤه }فقال الله لهم ذلك .

وأخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله{ قل عن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خاصة من دون الناس } ، وذلك انهم قالوا{ لن يدخل الجنة إلا من كان هودا او نصارى }سورة البقرة : 111 ، وقالوا{ نحن أبناء الله وأحباؤه }سورة المائدة : 18 . فقيل لهم{ فتمنوا الموت إن كنتم صادقين } .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية{ إن كنتم صادقين }بما تقولون انه كما تقولون .