التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَوۡمَئِذٖ يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ ٱلرَّسُولَ لَوۡ تُسَوَّىٰ بِهِمُ ٱلۡأَرۡضُ وَلَا يَكۡتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثٗا} (42)

قوله تعالى : ( يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض )الآية

قال الشيخ الشنقيطي : على القراءات الثلاث معناه أنهم يستووا بالأرض ، فيكونوا ترابا مثلها على أظهر الأقوال ، ويوضح هذا المعنى قوله تعالى( يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا )

قوله تعالى( ولا يكتمون الله حديثا )

قال الشيخ الشنقيطي : بين في موضع آخر أن عدم الكتم المذكور هنا ، إنما هو باعتبار إخبار أيديهم وأرجلهم بكل ما عملوا عند الختم على أفواههم إذا أنكروا شركهم ومعاصيهم وهو قوله تعالى( اليوم نختم على أفواههم و تكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ) فلا يتنافى قوله ( ولا يكتمون الله حديثا ) مع قوله عنهم ( والله ربنا ما كنا مشركين )وقوله عنهم أيضا( ما كنا نعمل من سوء ) وقوله عنهم( بل لم نكن ندعو من قبل شيئا ) للبيان الذي ذكرنا والعلم عند الله تعالى .

قال مسلم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن سعد بن طارق ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة قال : أتى الله بعبد من عباده ، أتاه الله مالا . فقال له : ماذا عملت في الدنيا ؟ - قال : { ولا يكتمون الله حديثا }- قال : يا رب . آتيتني مالك ، فكنت أبايع الناس ، وكان من خلقي الجواز ، فكنت أيسر على الموسر ، وأنظر المعسر ، فقال الله : أنا أحق بذا منك ، تجاوزوا عن عبدي .

فقال عقبة بن عامر الجهني وأبو مسعود الأنصاري : هكذا سمعناه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم .

( الصحيح 3/1195 بعد رقم1560 - ك المساقاة ، ب فضل إنظار المعسر ) .