التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱتَّبَعَتۡهُمۡ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَٰنٍ أَلۡحَقۡنَا بِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ وَمَآ أَلَتۡنَٰهُم مِّنۡ عَمَلِهِم مِّن شَيۡءٖۚ كُلُّ ٱمۡرِيِٕۭ بِمَا كَسَبَ رَهِينٞ} (21)

قوله تعالى { والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين } .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، في هذه الآية { والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان } فقال : إن الله تبارك وتعالى يرفع للمؤمن ذريته ، وإن كانوا دونه في العمل ، ليقر الله بهم عينه .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : { وما ألتناهم من عملهم من شيء } قال : وما نقصناهم .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ، قوله { وما ألتناهم من عملهم من شيء } يقول : وما ظلمناهم من عملهم من شيء .

قال ابن كثير : وقوله { كل امرئ بما كسب رهين } لما أخبر عن مقام الفضل وهو رفع درجة الذرية إلى منزلة الآباء من غير عمل يقتضي ذلك ، أخبر عن مقام العدل ، وهو أنه لا يؤاخذ أحدا بذنب أحد بل { كل امرئ بما كسب رهين } أي : مرتهن بعمله ، لا يحمل عليه ذنب غيره من الناس ، سواء كان أبا أو ابنا كما قال { كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين } .