غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱتَّبَعَتۡهُمۡ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَٰنٍ أَلۡحَقۡنَا بِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ وَمَآ أَلَتۡنَٰهُم مِّنۡ عَمَلِهِم مِّن شَيۡءٖۚ كُلُّ ٱمۡرِيِٕۭ بِمَا كَسَبَ رَهِينٞ} (21)

1

قوله { والذين آمنوا } ظاهره أنه مبتدأ خبره { ألحقنا } قال جار الله : هو معطوف على { حور عين } أي قرناهم بحور عين والذين آمنوا من رفقائهم وجلسائهم وأتبعناهم ذرياتهم كي يجتمع لهم أنواع السرور بملاعبة الحور وبمؤانسة الإخوان المؤمنين وباجتماع أولادهم ونسلهم بهم . وقوله { بإيمان } أي بسبب إيمان عظيم رفيع المحل وهو إيمان الآباء . { ألحقنا } بدرجاتهم { ذريتهم } ويجوز أن يراد إيمان الذرية الداني المحل كما جاء في الحديث " إن الله يرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه لتقر بهم عينه ثم تلا هذه الآية " { وما ألتناهم } أي وما نقصنا من ثوابهم شيئاً بعطية الأبناء ولا بسبب غيرها ولكن وفرنا عليهم جميع ما ذكرنا تفضلاً وإحساناً . ثم بين أن الجزاء بمقدار العمل فقال { كل امرئ بما كسب رهين } أي مرهون . قال جار الله : كأن نفس العبد رهن عند الله بالعمل الصالح الذي هو مطالب به كما يرهن الرجل عبده بدين عليه . فإن عمل صالحاً فكها وخلصها وإلا أوبقها . وقيل : هذا يعود إلى الكفار . والرهين المرهون المأخوذ المحبس على أمر يؤدي عنه . وقيل : بمعنى راهن وهو المقيم أي كل إنسان مقيم في جزاء ما يقدم .

/خ49