{ والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم } ، يخبر تعالى عن كمال إحسانه إلى المؤمنين بأن الأولاد إذا اتبعوا آباءهم في الإيمان يلحقهم بآبائهم في المنزلة ، وإن لم يبلغوا عملهم لتقر أعينهم بهم ، فيجمع بينهم بأن يرفع ناقص العمل بالكامل لا ينقص ذلك من عمله ، ومنزلته ليساوي بينه وبين ذلك ، ولهذا قال :{ وما ألتناهم } : نقصناهم ، { من عملهم من شيء } : شيئا من النقص ، وفي الطبراني قال- صلى الله عليه وسلم : " إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه ، وزوجته ، وولده فيقال : إنهم لم يبلغوا درجتك ، فيقول ، يا رب قد عملت لي ولهم ، فيؤمر بإلحاقهم به " {[4769]} وعن بعض معناه : والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان أي : البالغون ألحقنا بهم ذريتهم الذين لم يبلغوا الإيمان ، وماتوا بالصغر بإيمان آبائهم ، وفي الحديث : " سألت خديجة عن ولديه ما بالهما في الجاهلية ، فقال- عليه السلام : " في النار " ، قالت : فولدي منك ، قال : " في الجنة " ثم قال : " إن المؤمنين وأولادهم في الجنة وإن المشركين وأولادهم في النار ، ثم قرأ { والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم }{[4770]} الآية ، فعلى هذا الذين آمنوا مبتدأ وقوله : " ألحقنا بهم ذريتهم " خبره ، { كل امرئ بما كسب رهين } : مرهون بعمله عند الله تعالى إن عمل صالحا فكّها ، وإلا أهلكها ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.