جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱتَّبَعَتۡهُمۡ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَٰنٍ أَلۡحَقۡنَا بِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ وَمَآ أَلَتۡنَٰهُم مِّنۡ عَمَلِهِم مِّن شَيۡءٖۚ كُلُّ ٱمۡرِيِٕۭ بِمَا كَسَبَ رَهِينٞ} (21)

{ والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم } ، يخبر تعالى عن كمال إحسانه إلى المؤمنين بأن الأولاد إذا اتبعوا آباءهم في الإيمان يلحقهم بآبائهم في المنزلة ، وإن لم يبلغوا عملهم لتقر أعينهم بهم ، فيجمع بينهم بأن يرفع ناقص العمل بالكامل لا ينقص ذلك من عمله ، ومنزلته ليساوي بينه وبين ذلك ، ولهذا قال :{ وما ألتناهم } : نقصناهم ، { من عملهم من شيء } : شيئا من النقص ، وفي الطبراني قال- صلى الله عليه وسلم : " إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه ، وزوجته ، وولده فيقال : إنهم لم يبلغوا درجتك ، فيقول ، يا رب قد عملت لي ولهم ، فيؤمر بإلحاقهم به " {[4769]} وعن بعض معناه : والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان أي : البالغون ألحقنا بهم ذريتهم الذين لم يبلغوا الإيمان ، وماتوا بالصغر بإيمان آبائهم ، وفي الحديث : " سألت خديجة عن ولديه ما بالهما في الجاهلية ، فقال- عليه السلام : " في النار " ، قالت : فولدي منك ، قال : " في الجنة " ثم قال : " إن المؤمنين وأولادهم في الجنة وإن المشركين وأولادهم في النار ، ثم قرأ { والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم }{[4770]} الآية ، فعلى هذا الذين آمنوا مبتدأ وقوله : " ألحقنا بهم ذريتهم " خبره ، { كل امرئ بما كسب رهين } : مرهون بعمله عند الله تعالى إن عمل صالحا فكّها ، وإلا أهلكها ،


[4769]:رواه الطبراني في الصغير والكبير، وفيه محمد بن عبد الرحمن بن غزوان وهو ضعيف، كما في المجمع(7/114).
[4770]:ضعيف، أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند(1/34-135)، وانظر تعليق الشيخ الألباني عليه في المشكاة.