ثم قال : { والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم } [ 19 ] .
قال ابن عباس : هو المؤمن ( يرفع الله ذريته ) {[65514]} لتقر {[65515]} بذلك عينه وإن كانوا دونه في {[65516]} العمل {[65517]} .
وعن ابن عباس أنه قال : المؤمن تتبعه ذريته بإيمان يلحق الله به ذريته الصغار التي لم تبلغ الإيمان {[65518]} .
وروى عبادة {[65519]} بن الصامت عن كعب الأحبار أنه قال {[65520]} : والذي نفسي بيده إن أطفال المسلمين ليقدسون حول العرش ، ويسبحون ، ويحمدون الله ، وما من أحد {[65521]} أكرم الله عز وجل {[65522]} منهم ، فإذا كان يوم القيامة يقول الله تبارك وتعالى : ادخلوا الجنة فيقولون : ربنا وآباؤنا ، فيقال لهم ويقولون ثلاث مرات : وآباؤنا فيقول {[65523]}الله عز وجل في الثالثة : ادخلوا الجنة وآباؤكم معكم .
قوله : { وما ألتناهم من عملهم من شيء } أي : ولم ينقص {[65524]} الآباء من عملهم شيئا {[65525]} .
وقال الضحاك معناها {[65526]} : من أدرك ذريته الإيمان فعمل بطاعتي {[65527]} ألحقتهم بآبائهم في الجنة ، وأولادهم الصغار أيضا على ذلك {[65528]} .
وقال {[65529]} ابن زيد بمثل هذا القول إلا أنه جعل الهاء ، والميم في { ألحقنا بهم } من ذكر الذرية ، فالمعنى عنده : والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بالإيمان [ ألحقنا بالذرية ] {[65530]} أبنائهم الصغار الذين لم يلحقوا الإيمان ولم يبلغوا العمل {[65531]} .
وقيل المعنى : إن الله عز وجل ذكره ليضل ( الذرية الجنة ) {[65532]} بعمل الآباء إذا كانوا مؤمنين من غير أن ينقص الآباء من أجرهم شيئا ، قاله عامر وابن جبير {[65533]} .
وقال النخعي : يعطي الله ذرية الرجل إذا اتبعوه على الإيمان من الأجر مثل ما أعطاه {[65534]} الآباء من غير أن ينقص الآباء شيئا من أجرهم {[65535]} . وقاله الربيع {[65536]} .
وقال قتادة : عملت الذرية بطاعة الله ، فألحقهم الله بآبائهم وما نقص الآباء من أجورهم شيئا {[65537]} .
ثم قال : { كل امرئ بما كسب رهين } أي : كل إنسان مرتهن بما عمل من خير وشر ، لا يؤاخذ {[65538]} أحد بذنب غيره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.