التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَلَا تَقۡرَبُواْ مَالَ ٱلۡيَتِيمِ إِلَّا بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ أَشُدَّهُۥۚ وَأَوۡفُواْ ٱلۡكَيۡلَ وَٱلۡمِيزَانَ بِٱلۡقِسۡطِۖ لَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۖ وَإِذَا قُلۡتُمۡ فَٱعۡدِلُواْ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰۖ وَبِعَهۡدِ ٱللَّهِ أَوۡفُواْۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ} (152)

قوله تعالى : ( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن . . . )

انظر حديث أحمد المتقدم عند الآية ( 220 ) من سورة البقرة .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي : ( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن ) فليثمر ماله .

قوله تعالى ( وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها )

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها ) أمر الله تعالى في هذه الآية الكريمة بإيفاء الكيل والميزان بالعدل ، وذكر أن من أخل بإيفائه من غير قصد منه لذلك ، لا حرج عليه لعدم قصده ، و لم يذكر هنا عقابا لمن تعمد ذلك ، ولكنه توعده بالويل في موضع آخر ووبخه بأنه لا يظن البعث ليوم القيامة ، وذلك في قوله : ( ويل للمطففين ، الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين )

وذكر في موضع آخر أن إيفاء الكيل و الميزان خير لفاعله ، وأحسن عاقبة ، و هو قوله تعالى ( و أوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير و أحسن تأويلا ) .

اخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن مجاهد ( بالقسط ) بالعدل .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله : ( لا نكلف نفسا إلا وسعها ) قال : هم المؤمنون ، وسع الله عليهم أمر دينهم ، فقال : ( ما جعل عليكم في الدين من حرج ) .

قوله تعالى ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى )

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ) أمر تعالى في هذه الآية الكريمة بالعدل في القول ، و لو كان على ذي قرابة ، وصرح في موضع آخر بالأمر بذلك ، ولو كان على نفسه أو والديه ، وهو قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين )الآية .

قوله تعالى ( وبعهد الله أوفوا ) الآية

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( وبعهد الله أوفوا ) الآية ، أمر تعالى في هذه الآية الكريمة بالإيفاء بعهد الله ، وصرح في موضع آخر أن عهد الله سيسأل عنه يوم القيامة ، بقوله ( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا ) أي عنه .