التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (200)

قوله تعالى : { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله . . . }

قال ابن كثير : وأصل ( النزغ ) الفساد ، إما بالغضب أو غيره ، قال الله تعالى { وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم } و( العياذ ) الالتجاء والاستناد والاستجارة من الشر ، وأما ( الملاذ ) ففي طلب الخير ، كما قال أبو الطيب :

يا من ألوذ به فيما أومله

ومن أعوذ به مما أحاذره

لا يجبر الناس عظماً أنت كاسره

ولا يهيضون عظماً أنت جابره

قال أبو داود : حدثنا عمرو بن مرزوق ، أخبرنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن عاصم العنزي ، عن ابن جبير بن مطعم ، عن أبيه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة ، قال عمرو : لا أدري أي صلاة هي ؟ فقال : " الله أكبر كبيرا ، الله أكبر كبيرا ، الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، والحمد لله كثيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا . ثلاثا " أعوذ بالله من الشيطان من نفخه ونفثه وهمزه " . قال : نفثه : الشعر ، ونفخه : الكبر ، وهمزه : الموتة .

( السنن 1/203 ح 764 – ك الصلاة ، ب ما يستفتح به الصلاة الدعاء ) ، وأخرجه أحمد ( المسند 4/85 ) ، والطبراني ( ح 1568 ) ، وابن خزيمة ( الصحيح 1/239 ح 468 ) ، وابن حبان ( الإحسان 5/78 ح 1779 ) ، والحاكم ( المستدرك 1/235 – ك الصلاة ) من طرق عن شعبة قال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي . وللحديث شواهد ، منها : عن ابن مسعود ، أخرجه ابن ماجة ( السنن 1/66 ) ، وأحمد ( المسند 1/404 ) . ومنها : عن أبي سعيد ، أخرجه الترمذي ( ح 242 ) ، وأبو داود ( ح 775 ) ، وغيرهما . وصححه شاكر في تعليقه على سنن الترمذي ، وحسنه الألباني كما في ( الإرواء 2/51 – 54 ) .

وانظر تفسير الاستعاذة .