التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{خُذِ ٱلۡعَفۡوَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡعُرۡفِ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡجَٰهِلِينَ} (199)

قوله تعالى : { خذ العفو وأمر العرف وأعرض عن الجاهلين }

قال البخاري : حدثنا أبو اليمان ، حدثنا شعيب ، عن الزهري قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة : أن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قدم عيينة بن حصن بن حذيفة فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس ، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر ، وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته كهولا كانوا أو شبانا . فقال عيينة لابن أخيه : يا ابن أخي لك وجه عند هذا الأمير ، فاستأذن لي عليه . قال : سأستأذن لك عليه قال ابن عباس : فاستأذن الحر لعيينة ، فأذن له عمر ، فلما دخل عليه قال : هي يا ابن الخطاب ، فوالله ما تعطينا الجزل ، ولا تحكم بيننا بالعدل . فغضب عمر حتى هم به ، فقال له الحر : يا أمير المؤمنين ، إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } وإن هذا من الجاهلين . والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه ، وكان وقافا عند كتاب الله .

( الصحيح 8/155 ح 4642 – ك التفسير – سورة الأعراف ، ب الآية ) .

أخرج البخاري بسنده الصحيح عن عبد الله بن الزبير { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } قال : ما أنزل الله إلا في أخلاق الناس .

( الصحيح ح 4643 – ك التفسير ) .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد : { خذ العفو } قال : من أخلاق الناس وأعمالهم ، من غير تحسس أو تجسس ، شك أبو عاصم .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : { خذ العفو } ، يعني خذ ما عفا لك من أموالهم وما أتوك به من شيء فخذه . فكان هذا قبل أن تنزل { براءة } بفرائض الصدقات وتفصيلها ، وما انتهت الصدقات إليه .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة في قوله : { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } ، قال : أخلاق أمر الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم ودله عليها .