فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (200)

قوله : { وَإِمَّا يَنَزَغَنَّكَ مِنَ الشيطان نَزْغٌ } النزغ : الوسوسة ، وكذا النغز والنخس . قال الزجاج : النزغ أدنى حركة تكون ، ومن الشيطان أدنى وسوسة ، وأصل النزغ : الفساد ، يقال نزغ بيننا : أي أفسد ، وقيل النزغ : الإغواء . والمعنى متقارب : أمر الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم إذا أدرك شيئا من وسوسة الشيطان أن يستعيذ بالله وقيل إنه لما نزل قوله : { خُذِ العفو } قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كيف يا ربّ بالغضب " فنزلت ، وجملة { إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } علة لأمره بالاستعاذة ، أي استعذ به والتجئ إليه ، فإنه يسمع ذلك منك ويعلم به .

/خ206