التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَنفَالِۖ قُلِ ٱلۡأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِكُمۡۖ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (1)

مقدمة السورة:

قال البخاري : حدثني محمد بن عبد الرحيم ، حدثنا سعيد بن سليمان ، أخبرنا هشيم ، أخبرنا أبو بشر ، عن سعيد بن جبير قال : قلت لابن عباس رضي الله عنهما : سورة الأنفال ؟ قال : نزلت في بدر .

( صحيح البخاري 8/156 ح 4645 – ك التفسير – سورة الأنفال ، ب الآية ) ، أخرجه مسلم ( الصحيح – ك التفسير ح 3031 ، ب في سورة براءة والأنفال ) .

قوله تعالى : { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم }

قال مسلم : حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية ، وأنا فيهم قبل نجد فغنموا إبلا كثيرة ، فكانت سهمانهم اثنا عشر بعيرا ، أو أحد عشر بعيرا ، ونفلوا بعيرا بعيرا .

( الصحيح 3/1368 ح 1749 – ك الجهاد والسير ، ب الأنفال ) .

وانظر حديث البخاري : " أعطيت خمسا . . . " المتقدم تحت الآية رقم ( 151 ) من سورة آل عمران ، وحديث مسلم المتقدم تحت الآية رقم ( 90 ) من سورة المائدة . قال البخاري : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن ابن أفلح ، عن أبي محمد مولى أبي قتادة ، عن أبي قتادة رضي الله عنه قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين ، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة ، فرأيت رجلا من المشركين علا رجلا من المسلمين ، فاستدبرت حتى أتيته من ورائه حتى ضربته بالسيف على حبل عاتقه ، فأقبل علي فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت ، ثم أدركه الموت فأرسلني ، فلحقت عمر بن الخطاب فقلت : ما بال الناس ؟ قال : أمر الله ، ثم إن الناس رجعوا ، وجلس النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه ) . فقمت فقلت : من يشهد لي ؟ ثم جلست . ثم قال الثالثة مثله ، فقمت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما لك يا أبا قتادة ؟ ) . فاقتصصت عليه القصة . فقال رجل : صدق يا رسول الله ، وسلبه عندي ، فأرضه عني . فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : لاها الله إذا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم يعطيك سلبه . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( صدق ) ، فأعطاه ، فابتعت مخرفا في بني سلمة ، فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام .

( صحيح البخاري 6/284 ح 3142 – ك فرض الخمس ، ب من لم يخمس الأسلاب ) ، وأخرجه مسلم في ( صحيحه 3/1371 – 1372 – ك فرض الخمس ، ب استحقاق القاتل سلب القتيل ) .

قال مسلم : حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار ( واللفظ لابن المثنى ) . قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة عن سماك بن حرب ، عن مصعب بن سعد ، عن أبيه . قال : نزلت في أربع آيات . أصبت سيفا فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم . فقال : يا رسول الله ! نفلنيه . فقال : ( ضعه ) ثم قام . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( ضعه من حيث أخذته ) . ثم قام فقال : نفلنيه يا رسول الله ! فقال : ( ضعه ) فقام فقال يا رسول الله ! نفلنيه . أأجعل كمن لا غناء له ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( ضعه من حيث أخذته ) قال : فنزلت هذه الآية : { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول ) .

( الصحيح 3/1367 – 1368 ح بعد رقم 1748 – ك الجهاد والسير ، ب الأنفال )

قال مسلم : حدثنا زهير بن حرب . حدثنا عمر بن يونس . حدثنا عكرمة بن عمار . حدثني إياس بن سلمة . حدثني أبي قال : غزونا فزارة وعلينا أبو بكر . أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا . فلما كان بيننا وبين الماء ساعة ، أمرنا أبو بكر فعرسنا . ثم شن الغارة . فورد الماء . فقتل من قتل عليه ، وسبى . وأنظر إلى عنق الناس . فيهم الذراري . فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل . فرميت بسهم بينهم وبين الجبل . فلما رأوا السهم وقفوا . فجئت بهم أسوقهم . وفيهم امرأة من بني فزارة . عليها قشع من أدم . ( قال : القشع النطع ) معها ابنة لها من أحسن العرب . فشقتهم حتى أتيت بهم أبا بكر فنفلني أبو بكر ابنتها . فقدمنا المدينة وما كشفت لها ثوبا . فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق فقال : ( يا سلمة ! هب لي المرأة ) فقلت : يا رسول الله ! والله ! لقد أعجبتني . وما كشفت لها ثوبا ثم لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغد في السوق . فقال لي : ( يا سلمة ! هب لي المرأة . لله أبوك ! فقلت : هي لك . يا رسول الله ! فوالله ! ما كشفت لها ثوبا . فبعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة ففدى بها ناسا من المسلمين ، كانوا أسروا بمكة .

( الصحيح 3/1375 ، 1376 ح 1755 – ك الجهاد والسير ، ب التنفيل وفداء المسلمين بالأسارى ) .

قال أبو داود : حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى ، أخبرنا أبو إسحاق الفزاري ، عن عاصم بن كليب ، عن أبي الجويرية الجرمي ، قال : أصبت بأرض الروم جرة حمراء فيها دنانير في إمرة معاوية وعلينا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من بني سليم يقال له معن بن يزيد ، فأتيته بها فقسمها بين المسلمين وأعطاني منها مثل ما أعطى رجلا منهم ، ثم قال : لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا نفل إلا بعد الخمس ) لأعطيتك ، ثم أخذ يعرض على من نصيبه فأبيت .

( السنن 3/81 – 82 ح 2753 – ك الجهاد ، ب في النفل من الذهب والفضة . . . ) وأخرجه أحمد ( المسند 3/470 ) من طريق عفان . وابن أبي حاتم ( التفسير – سورة الأنفال /1 ، ح 13 ) من طريق عون بن الحكم ، ومحمد بن أبي نعيم ، وعبيد بن محمد ، كلهم عن أبي عوانة ، عن عاصم من كليب به ، وليس عند ابن أبي حاتم ذكر القصة . قال الألباني : صحيح ( صحيح أبي داود ح 2382 ) . وقال محقق ابن أبي حاتم : إسناده صحيح .

قال الحاكم : حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق ، ثنا أبو المثنى ، ثنا مسدد ، ثنا المعتمر بن سليمان قال : سمعت داود بن أبي هند يحدث عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من فعل كذا وكذا أو أتى مكان كذا وكذا فله كذا وكذا ) فتسارع الشبان إلى ذلك وثبت الشيوخ تحت الرايات ، فلما فتح الله عليهم جاء الشبان يطلبون ما جعل لهم ، وقال الشيوخ : إنا كنا ردا لكم وكنا تحت الرايات ، فأنزل الله عز وجل { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ) .

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .

( المستدرك 2/326 – 327 ) وصححه الذهبي وابن الملقن . وأخرجه أبو داوود ( السنن – الجهاد ، ب النفل ح 2737 ) ، والطبري ( التفسير 13/367 ح 15650 – 1552 ) ، وابن حبان ( الإحسان 11/490 ح 5093 ) من طرق عن عكرمة به ، قال الشيخ أحمد شاكر : صحيح الإسناد ، وذلك في حاشية تفسير الطبري ، وصححه الألباني في ( صحيح سنن أبي داوود ح 2376 ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : { يسألونك عن الأنفال } ، قال { الأنفال } الغنائم .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي { فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم } أي لا تستبوا .