التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{قُلۡ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ٱسۡتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَقَالُوٓاْ إِنَّا سَمِعۡنَا قُرۡءَانًا عَجَبٗا} (1)

سورة الجن

قوله تعالى { قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا }

قال البخاري : حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة ، عن أبي بشر عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : ( انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عُكاظ ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء ، وأرسلت عليهم الشهب ، فرجعت الشياطين ، فقالوا : ما لكم ؟ فقالوا : حيل بيننا وبين خبر السماء ، وأُرسلت علينا الشهب . قال : ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا ما حدث ، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الأمر الذي حدث ؟ فانطلقوا فضربوا مشارق الأرض ومغاربها ينظرون ما هذا الأمر الذي حال بينهم وبين خير السماء ؟ قال : فانطلق الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنخلة وهو عامد إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر ، فلما سمعوا القرآن تسمّعوا له ، فقالوا : هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء . فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا : يا قومنا ، إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ، ولن نشرك بربنا أحدا . وأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم { قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجن } وإنما أوحي إليه قول الجن .

( صحيح البخاري 8/537- 538 ك التفسير- سورة الجن ح 4921 . صحيح مسلم 4/ 331- 332-ك الأذان ، ب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن . ح 449 نحوه ) وانظر سورة الأحقاف آية ( 29 ) وسورة الجن آية ( 19 ) .

أخرج البخاري بسنده عن معن بن عبد الرحمن قال : سمعت أبي قال : سألت مسروقا : من آذان النبي صلى الله عليه وسلم بالجن ليلة استمعوا القرآن ؟ فقال : حدثني أبوك –يعني عبد الله- أنه آذنت بهم شجرة .

( الصحيح البخاري- ك مناقب الأنصار ، ب ذكر الجن وقول الله تعالى { قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن } ح 3859 . وعبد الله هو ابن مسعود ومعنى آذان أي أعلم ( الفتح 7/210 ) .