نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (92)

ثم أقام دليلاً آخر على كماله بوصفه بقوله : { عالم الغيب } ولما كان العلم بذلك لا يستلزم علم الشهادة كما للنائم قال : { والشهادة } ولا عالم بذلك غيره .

ولما كان من الواضح الجلي أنه لا مدعي لذلك ، ومن ادعاه غيره بأن كذبه لا محالة ، وأن من تم علمه تمت قدرته ، فاتضح تفرده كما بين في طه ، تسبب عنه قوله : { فتعالى } أي علا العالم المشار إليه علواً عظيماً { عما يشركون* } فإنه لا علم لشيء منه فلا قدرة ولا صلاحية لرتبة الإلهية .