نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابٗا مُّهِينٗا} (57)

ولما نهى سبحانه عن أذاه صلى الله عليه وسلم ، وحض على إدخال السرور عليه ، توعد على أذاه ، فقال على طريق الاستئناف أو التعليل ، إشارة إلى أن التهاون بشيء من الصلاة و{[56054]} السلام من الأذى ، وأكد ذلك{[56055]} إظهاراً لأنه مما يحق له أن يؤكد ، وأن يكون لكل من يتكلم به غاية الرغبة في تقريره : { إن الذين يؤذون } أي يفعلون فعل المؤذي بارتكاب ما يدل على التهاون من كل ما يخالف { الله } أي{[56056]} الذي لا أعظم منه ولا نعمة عندهم إلا من فضله { ورسوله } أي الذي استحق عليهم بما يخبرهم{[56057]} به عن الله مما ينقذهم به من شقاوة الدارين ويوجب لهم سعادتهما ما{[56058]} لا يقدرون على القيام بشكره بأي أذى كان حتى في التقصير بالصلاة عليه باللسان { لعنهم } أي أبعدهم وطردهم وأبغضهم { الله } أي الذي لا عظيم غيره { في الدنيا } بالحمل على ما يوجب السخط { والآخرة } بإدخال دار الإهانة .

ولما كان الحامل على الأذى الاستهانة قال : { وأعد لهم عذاباً مهيناً * } .


[56054]:من ظ وم ومد، وفي الأصل "أو".
[56055]:سقط من ظ وم ومد.
[56056]:سقط من ظ.
[56057]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: يجيرهم.
[56058]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: مما.