النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابٗا مُّهِينٗا} (57)

قوله عز وجل : { إنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ } فيهم ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنهم أصحاب التصاوير ؛ قاله عكرمة .

الثاني : أنهم الذين طعنوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اتخذ صفية بنت حيي بن أخطب ؛ قاله ابن عباس .

الثالث : أنهم قوم من المنافقين كانوا يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبهتونه ؛ قاله يحيى بن سلام .

وفي قوله : { يُؤْذُونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ } ثلاثة أوجه :

أحدها : معناه يؤذون أولياء الله .

الثاني : أنه جعل أذى رسوله صلى الله عليه وسلم أذى له تشريفاً لمنزلته .

الثالث : هو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : " يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شَتَمَنِي ابْنُ آدَمَ وَمَا كَانَ يَنبَغِي لَهُ أَن يَشْتُمَنِي ، وَكَذَّبَنِي وَمَا كَانَ لَهُ أَن يُكَذِّبَنِي فَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّاي فَقَولُهُ إِنَّ لِيَ وَلَداً وَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَولُهُ إنِّي لاَ أَبْعَثُ بَعدَ المَوتِ أَحداً . وَلَعنُة الدُّنْيَا التَّقْتِيلُ وَالجَلاَءُ ، وَلَعْنَةُ الآخرَةِ النَّارُ " .