نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَلِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٖ مُّحِيطٗا} (126)

ولما أخبر{[22822]} بمن يحبه ومن يبغضه وبما{[22823]} يرضيه وما يغضبه ، وكان ربما توهم عدم القدرة على أخذه لغير{[22824]} ما أخذ ، وجعله لغير ما جعل ، أو تعنت بذلك متعنت فظن{[22825]} أن في الكلام دخلاً{[22826]} بنوع احتياج إلى{[22827]} المحالة{[22828]} أو غيرها قال : { ولله } أي والحال أن للمختص بالوحدانية - فلا كفوء له { ما في السماوات } .

ولما كان السياق للمنافقين والمشركين أكد فقال : { وما في الأرض } من إبراهيم عليه الصلاة والسلام و{[22829]}من غيره إشارة إلى أنه التام المُلك العظيم المِلك{[22830]} ، فلا يعطي إلا من تابع أولياءه وجانب أعداءه ، ولا يختار إلا من علمه خياراً و{[22831]}هو مع ذلك قادر على ما يريد من{[22832]} إقرار وتبديل{[22833]} ، ولذلك قال : { وكان الله } أي الملك الذي له الكمال كله { بكل شيء } أي منهما ومن غيرهما { محيطاً * } علماً وقدرة ، فمهما{[22834]} راد كان في وعده ووعيده للمطيع والعاصي ، لا يخفى عليه أحد منهم ، ولا يعجزه شيء .


[22822]:من ظ ومد، وفي الأصل: أخذ.
[22823]:في ظ: ما.
[22824]:من ظ ومد، وفي الأصل: لغيره.
[22825]:في ظ: يظن.
[22826]:في ظ: دخولا.
[22827]:زيد من ظ ومد.
[22828]:في ظ: المجادلة.
[22829]:سقطت الواو من ظ.
[22830]:زيد من ظ ومد.
[22831]:في ظ "م".
[22832]:في ظ: إفراد وتبد ـ كذا.
[22833]:في ظ: إفراد وتبد ـ كذا.
[22834]:من مد، وفي الأصل : فهما. وفي ظ: فيهما.