فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٖ مُّحِيطٗا} (126)

{ ولله ما في السماوات وما في الأرض } ملكا وخلقا وعبيدا ، فيه إشارة إلى أنه سبحانه اتخذ إبراهيم خليلا لطاعته لا لحاجته ولا للتكثر به والاعتضاد بمخاللته ، وإنما قال { ما } ولم يقل ( من ) لأنه ذهب به مذهب الجنس والذي يعقل إذا ذكر وأريد به الجنس ذكر بلفظ { ما } قيل مستأنفة لتقرير وجوب طاعة الله وقيل لبيان أن الخلة لا تخرج إبراهيم عن رتبة العبودية .

{ وكان الله بكل شيء محيطا } هذه الجملة مقررة لمعنى الجملة التي قبلها أي أحاط بكل شيء علما وقدرة لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها .