فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَلِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٖ مُّحِيطٗا} (126)

{ ولله ما في السموات وما في الأرض وكان الله بكل شيء محيطا } مما أورد صاحب تفسير غرائب القرآن : لما ذكر الوعد والوعيد وأنه لا يمكن الوفاء بهما إلا بالقدرة التامة على جميع الممكنات ، والعلم الكامل الشامل لجميع الكليات والجزئيات ، أشار إلى الأول بقوله : { ولله ما في السموات وما في الأرض } وأشار إلى الثاني بقوله : { وكان الله بكل شيء محيطا } ، وإنما قدم القدرة على العلم لأن الفعل بحدوثه يدل على القدرة ، وبما فيه من الأحكام والإتقان يدل على العلم ، . . وقال بعضهم : الإحاطة أيضا ههنا بمعنى القدرة ، كقوله تعالى : ( وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها . . ) ( {[1545]} ) ، ولا يلزم تكرار ، لأن الأول لا يدل إلا على مالك لكل ما في السموات والأرض قادر عليهما ، والثاني يفيد القدرة المطلقة على جميع الأشياء وإن فرضت خارج السموات والأرض . . ا ه .


[1545]:سورة الفتح. من الآية 21.