نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا} (59)

ولما أمر سبحانه بالعدل ورغب فيه{[21786]} ، ورهب من تركه{[21787]} ؛ أمر بطاعة المتنصبين لذلك{[21788]} الحاملة لهم على الرفق بهم والشفقة عليهم فقال : { يا أيها الذين آمنوا } أي أقروا بالإيمان ، وبدأ بما هو العمدة في الحمل على ذلك فقال : { أطيعوا } أي بموافقة الأمر{[21789]} تصديقاً لدعواكم الإيمان{[21790]} { الله } أي فيما أمركم به في كتابه{[21791]} مستحضرين ما له من الأسماء الحسنى ، وعظم رتبة نبيه صلى الله عليه وسلم بإعادة العامل فقال : { وأطيعوا الرسول } فيما حده لكم في سنته عن الله و{[21792]}بينه من{[21793]} كتابه{[21794]} لأن منصب{[21795]} الرسالة مقتضٍ{[21796]} لذلك ، ولهذا{[21797]} عبر به دون النبي { وأولي الأمر منكم } أي الحكام ، فإن طاعتهم فيما لم يكن معصية - كما أشير إلى ذلك بعدم إعادة العامل -{[21798]} من طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وطاعته من طاعة الله عز وجل ؛ والعلماء من أولي الأمر أيضاً ، وهم العاملون فإنهم يأمرون بأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

ولما أبان هذا الحكم{[21799]} الأصول الثلاثة أتبعها القياس ، فسبب عما تقديره : هذا{[21800]} في الأمور البينة من الكتاب والسنة والتي وقع الإجماع{[21801]} عليها ، قوله{[21802]} : { فإن تنازعتم في شيء } أي لإلباسه فاختلفت فيه آراؤكم{[21803]} { فردوه إلى الله } أي المحيط علماً وقدرة بالتضرع بين يديه بما شرعه لكم من الدعاء والعبادة ، ليفتح لكم ما أغلق منه ويهديكم إلى الحق منه{[21804]} { والرسول } أي الكامل الرسالة{[21805]} بالبحث عن آثار رسالته من نص في ذلك بعينه{[21806]} أو{[21807]} أولى قياس ، ودلت الآية على ترتيب الأصول الأربعة على ما هو فيها وعلى إبطال ما سواها ، وعلم من إفراده تعالى وجمع النبي صلى الله عليه وسلم مع أعلام أمته أن الأدب توحيد الله حتى في مجرد ذكره{[21808]} ، وأكد البيان لدعوى الطاعة بقوله : { إن كنتم تؤمنون } أي دائمين على الإيمان بتجديده{[21809]} في كل أوان { بالله } أي الملك الأعظم الذي لا كفوء له{[21810]} { واليوم الآخر } الحامل على الطاعة الحاجز عن المعصية ، ثم دل على عظمة هذا الأمر{[21811]} وعميم نفعه بقوله مخصصاً رسوله صلى الله عليه وسلم{[21812]} : { ذلك } أي الأمر العالي الرتبة{[21813]} { خير } أي وغيره{[21814]} شر { وأحسن تأويلاً * } أي عاقبة أو{[21815]} ترجيعاً ورداً{[21816]} من ردكم إلى ما يقتضيه قويم العقل من غير ملاحظة لآثار الرسالة{[21817]} من الكتاب والسنة{[21818]} ، فإن في{[21819]} الأحكام ما لا يستقل العقل بإدراكه{[21820]} إلا بمعونة الشرع ، [ روى البخاري في التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " نزلت هذه الآية { أطيعوا الله } في عبد الله بن حذافة{[21821]} بن قيس بن عدي {[21822]}إذ بعثه{[21823]} النبي صلى الله عليه وسلم في سرية " يعني فأمرهم أن يدخلوا في النار{[21824]} .


[21786]:من ظ ومد، وفي الأصل: فيهم.
[21787]:من ظ ومد، وفي الأصل: ترك.
[21788]:في ظ: كذلك.
[21789]:زيد ما بين الحاجزين من ظ ومد.
[21790]:زيد بعده في الأصل: أيكم، ولم تكن الزيادة في ظ ومد فحذفناها.
[21791]:زيد ما بين الحاجزين من ظ ومد.
[21792]:في ظ: نبيه و ـ كذا.
[21793]:في ظ: نبيه و ـ كذا.
[21794]:من مد، وفي الأصل وظ: تنصيب.
[21795]:زيد ما بين الحاجزين من ظ ومد.
[21796]:من مد، وفي الأصل: مقض، وفي ظ: مقتضى.
[21797]:في ظ: كذا، وفي مد: لذا.
[21798]:زيد ما بين الحاجزين من ظ ومد.
[21799]:ليس في ظ.
[21800]:زيد ما بين الحاجزين من ظ ومد.
[21801]:في ظ: إلا ـ كذا.
[21802]:زيد ما بين الحاجزين من ظ ومد.
[21803]:زيد ما بين الحاجزين من ظ ومد.
[21804]:زيد ما بين الحاجزين من ظ ومد.
[21805]:زيد ما بين الحاجزين من ظ ومد.
[21806]:زيد ما بين الحاجزين من ظ ومد.
[21807]:في ظ "و".
[21808]:زيد ما بين الحاجزين من ظ ومد.
[21809]:في ظ: بتجديد.
[21810]:زيد ما بين الحاجزين من ظ ومد.
[21811]:زيد بعده في ظ: العظيم.
[21812]:زيد ما بين الحاجزين من ظ ومد.
[21813]:زيد ما بين الحاجزين من ظ ومد.
[21814]:في ظ: غير.
[21815]:زيد ما بين الحاجزين من ظ ومد.
[21816]:زيد ما بين الحاجزين من ظ ومد.
[21817]:من مد، وفي الأصل وظ: الآثار.
[21818]:سقط من ظ.
[21819]:سقط من ظ.
[21820]:من ظ ومد، وفي الأصل: بإدراك.
[21821]:في ظ: حوابه ـ كذا.
[21822]:في ظ: إذا بعثهم.
[21823]:في ظ: إذا بعثهم.
[21824]:زيد ما بين الحاجزين من ظ ومد.