{ يا أيها الذين آمنوا } أي : أقروا بالإيمان ، وبدأ بما هو العمدة في الحمل على ذلك فقال : { أطيعوا الله } أي : فيما أمركم به { وأطيعوا الرسول } أي : فيما بينه لكم { و } أطيعوا { أولي } أي : أصحاب { الأمر } أي : الولاة { منكم } أي : إذا أمروكم بإطاعة الله ورسوله ، وسواء كان ذلك في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أم بعده ، ويندرج فيهم الخلفاء والقضاة وأمراء السرية .
روي أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( السمع والطاعة على المرء فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ) .
وروي أنه صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع فقال : ( اتقوا الله وصلوا رحمكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدّوا زكاة أموالكم وأطيعوا إذا أمركم تدخلوا جنة ربكم ) . وقيل : ( المراد بأولي الأمر أبو بكر وعمر لقوله صلى الله عليه وسلم : ( اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ) وقال عطاء هم المهاجرون والأنصار والتابعون لهم بإحسان بدليل قوله تعالى : { والسابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان } ( التوبة ، 100 ) .
روي أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( مثل أصحابي وأمّتي كالملح في الطعام ولا يصلح الطعام إلا بالملح ) ، قال الحسن : فقد ذهب ملحنا فكيف نصلح وقيل : المراد علماء الشرع لقوله تعالى : { ولو ردّوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم } ( النساء ، 83 ) .
{ فإن تنازعتم } أي : اختلفتم { في شيء فردوه إلى الله } أي : كتابه { والرسول } أي : مدّة حياته وبعد وفاته إلى سنته أي : اكشفوا عليه منهما والردّ إلى الكتاب والسنة واجب إن وجد فيهما ، فإن لم يوجد فسبيله الاجتهاد . وقيل : الرد إلى الله والرسول أن يقول لما لا يعلم : الله ورسوله أعلم { إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر } أي : فإن الإيمان يوجب هذا { ذلك } أي : من الردّ إليهما { خير } لكم من التنازع والقول بالرأي { وأحسن تأويلاً } أي : تأويلكم بلا رد أو عاقبة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.