{ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد على سرية فيهم عمار بن ياسر ، فساروا حتى دنوا من الماء ، فعرسوا قريبا ، وبلغ العدو أمرهم فهربوا ، وبقى منهم رجل ، فجمع متاعه ، وجاء ليلا فلقى عمارا ، فقال : يا أبا اليقظان ، إن القوم سمعوا بكم ، فهربوا ولم يبق غيري ، وقد أسلمت ، وشهدت ألا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، فهل الإسلام نافعي ؟ فقال عمار : ينفعك ، فأقم ، فلما أصبح خالد غار بخيله ، فلم يجد إلا هذا الرجل وماله ، فقال عمار : خل عن هذا الرجل وماله ، فقد أسلم وهو في أماني ، قال خالد : فبم أنت تجير دوني وأنا أمير عليك ، فاستبا ، فلما رجعا إلى المدينة أجاز النبي صلى الله عليه وسلم أمان عمار ، ونهاه أن يجير الثانية على أمير ، فقال خالد : يا نبي الله ، يسبني هذا العبد الأجدع ، وشتم خالد عمارا .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخالد : "لا تسب عمارا ، فمن سب عمارا سب الله ، ومن أبغض عمارا أبغضه الله ، ومن لعن عمارا لعنه الله" ، فغضب عمار ، فقام فذهب ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخالد : "قم فاعتذر إليه" ، فأتاه خالد فأخذ بثوبه ، فاعتذر إليه ، فأعرض عنه ، فأنزل الله عز وجل في عمار : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } ، يعني خالد بن الوليد ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان ولاه أمرهم ، فأمر الله عز وجل بطاعة أمراء سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
{ فإن تنازعتم في شيء } من الحلال والحرام ، يعني خالدا وعمارا ، { فردوه إلى الله } ، يعني إلى القرآن ، { والرسول } ، يعني سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، نظيرها في النور ، ثم قال : { إن كنتم تؤمنون بالله } ، يعني تصدقون بالله بأنه واحد لا شريك له ، { واليوم الآخر } ، يعني باليوم الذي فيه جزاء الأعمال ، فليفعل ما أمر الله ، { ذلك } الرد إليهما { خير وأحسن تأويلا } يعني وأحسن عاقبة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.