التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا} (59)

قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنهم تؤمنون بالله واليوم الآخر )

قال البخاري : حدثنا صدقة بن الفضل ، أخبرنا حجاج بن محمد ، عن ابن جريج ، عن يعلى بن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم ) قال : نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي إذ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية .

( الصحيح8/101-102ح4584-ك التفسير ، سورة النساء ) ، ( صحيح مسلم 3/1465ح1834ك الإمارة ، ب وجوب طاعة الأمراء ) .

وقال البخاري : حدثنا محمد بن أبان ، حدثنا غندر ، عن شعبة ، عن أبي التياح أنه سمع أنس بن مالك قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر : " اسمع وأطع ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة " .

( الصحيح2/696ح696ك الأذان ، ب إمامة المفتون والمبتدع . . . ) .

قال البخاري : حدثنا عمر . بن حفص بن غياث ، حدثنا أبي ، حدثنا الأعمش ، حدثنا سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمان ، عن علي رضي الله عنه قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية وأمر عليهم رجلا من الأنصار ، وأمرهم أن يطيعوه ، فغضب عليهم وقال : أليس قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني ؟ قالوا : بلى ، قال : قد عزمت عليكم لما جمعتم حطبا وأوقدتم نارا ثم دخلتم فيها . فجمعوا حطبا فأوقدوا نارا ، فلما هموا بالدخول فقاموا ينظر بعضهم إلى بعض فقال بعضهم : إنما تبعنا النبي صلى الله عليه وسلم فرارا من النار أفندخلها ؟ فبينما هم كذلك إذ خمدت النار وسكن غضبه ، فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : " لو دخلوها ما خرجوا منها أبدا ، إنما الطاعة في المعروف " .

( الصحيح 13/130ح7145-ك الأحكام ، ب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية ) .

وأخرجه مسلم ( الصحيح3/1469ح1840-ك الإمارة ، ب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية ) .

انظر حديث البخاري عند الآية 80 من السورة نفسها .

قال مسلم : حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا ليث ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره . إلا أن يؤمر بمعصية . فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة " .

( الصحيح 3/1469 ح1839- ك الإمارة ، ب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية ) .

قال البخاري : حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن يحيى بن سعيد قال أخبرني عبادة بن الوليد أخبرني أبي عن عبادة بن الصامت قال : " بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره ، وأن لا ننازع الأمر أهله ، وأن نقوم - أو نقول - بالحق حيثما كنا ولا نخاف في الله لومة لائم " .

( الصحيح 13/204 ح7199 ، 7200- ك الأحكام ، ب كيف يبايع الإمام الناس ) . وأخرجه مسلم في ( صحيحه3/1470ح41-ك الإمارة ، ب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية ) .

قال الحاكم : حدثنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم العدل ببغداد ، ثنا أبو الأحوص محمد بن الهثيم القاضي . وحدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد العنبري من أصل كتابه وسأله عنه أبو علي الحافظ ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ( قالا ) ثنا نعيم بن حماد ، ثنا إبراهيم بن سعد ، عن صالح بن كيسان ، عن الزهري ، عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه جبير قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف فقال : »نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من لم يسمعها ، فرب حامل فقه لا فقه له ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن : إخلاص العمل لله ، والطاعة لذوي الأمر ، ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم .

( المستدرك 1/86-87 - ك العلم ) ، وقال : حديث صحيح على شرط الشيخين ، قاعدة من قواعد أصحاب الروايات ، ولم يخرجاه . . . ووافقه الذهبي . والحديث عند الطبراني في ( الكبير 2/127 رقم1544 ) من هذا الوجه . قال الهيثمي في ( المجمع 1/139 ) : رجاله موثقون . وقال الألباني : إسناد حسن ( صحيح الترغيب 1/42 ) .

قال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان ، ثنا أبو معاوية ، ثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة في قول الله تعالى : ( وأولى الأمر منكم ) قال : هم الأمراء .

ورجاله ثقات وسنده صحيح .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : قوله ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) يعني أهل الفقه والدين وأهل طاعة الله الذين يعلمون الناس معاني دينهم ويأمرونهم بالمعروف وينهوهم عن المنكر ، فأوجب الله سبحانه طاعتهم على العباد .

وأخرجه الحاكم في ( المستدرك1/123 ) .

قوله تعالى ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ) الآية

قال الشيخ الشنقيطي : أمر الله في هذه الآية الكريمة ، بأن كل شيء تنازع فيه الناس من أصول الدين وفروعه أن يرد التنازع إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم : لأنه تعالى قال ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) وأوضح هذا المأمور به هنا بقوله ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ) الآية .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) يقول : ردوه إلى كتاب الله وسنة رسوله( إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ) .

قوله تعالى ( ذلك خير وأحسن تأويلا )

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد : ( وأحسن تأويلا ) ، قال : أحسن جزاء .