نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَكَيۡفَ إِذَا تَوَفَّتۡهُمُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ يَضۡرِبُونَ وُجُوهَهُمۡ وَأَدۡبَٰرَهُمۡ} (27)

ولما بين تعالى إحاطة علمه بهم ، أتبعه إحاطة قدرته فقال تعالى مسبباً عن خيانتهم وهم في القبضة بما لا يخفى مما يريدون به صيانة أنفسهم عن القتل معبراً بالاستفهام تنبيهاً على أن حالهم {[59806]}مما يجازون{[59807]} به على هذا الاستحقاق له من البشاعة والقباحة والفظاعة{[59808]} ما يحق{[59809]} السؤال عنه لأجله فقال-{[59810]} : { فكيف } أي حالهم { إذا توفتهم الملائكة } أي قبضت رسلنا وهم ملك الموت وأعوانه أرواحهم{[59811]} كاملة ، فجازتها إلى دار الجزاء مقطوعة عن جميع أسبابهم وأنسابهم-{[59812]} فلم ينفعهم تقاعدهم{[59813]} عن الجهاد في تأخير{[59814]} آجالهم ، وصور حالهم وقت توفيهم فقال : { يضربون } أي يتابعون في حال التوفية ضربهم { وجوههم } التي هي أشرف جوارحهم التي جبنوا عن الحرب صيانة لها-{[59815]} عن ضرب الكفار . ولما كان حالهم في جبنهم مقتضياً لضرب الأقفاء ، صوره بأشنع صوره فقال : { وأدبارهم * } التي ضربها أدل ما يكون على هوان المضروب وسفالته ثم{[59816]} تتصل بعد ذلك آلامهم وعذابه وهوانهم إلى ما لا آخر له .


[59806]:زيد من م ومد.
[59807]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: فيما يجاوزونه.
[59808]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: الفظاظة.
[59809]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: يخف-كذا.
[59810]:زيد من م ومد.
[59811]:وقع في الأصل بعد "رسلنا" والترتيب من ظ و م ومد.
[59812]:زيد من م ومد.
[59813]:من مد، وفي الأصل و ظ: مقاعدهم.
[59814]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: تأخر.
[59815]:زيد من م ومد.
[59816]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: عمهم.