فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَكَيۡفَ إِذَا تَوَفَّتۡهُمُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ يَضۡرِبُونَ وُجُوهَهُمۡ وَأَدۡبَٰرَهُمۡ} (27)

{ فكيف إذا توفتهم الملائكة } الفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها وكيف في محل رفع على أنها خبر مقدم ، والتقدير فكيف علمه بأسرارهم إذا توفتهم الملائكة ، أو في محل نصب بفعل محذوف ، أي فكيف يصنعون ؟ أو خبر لكان مقدرة ، أي فكيف يكونون والظرف معمول للمقدر ، قرأ الجمهور : توفتهم ، وقرئ توفاهم وقوله :

{ يضربون وجوههم وأدبارهم } في محل نصب على الحال من فاعل توفتهم ، أو من مفعوله أي ضاربين وجوههم ، وضاربين أدبارهم وفي الكلام تخويف وتشديد ، والمعنى أنه إذا تأخر عنهم العذاب فسيكون حالهم هذا وهو تصوير لتوفيهم على أقبح حال وأشنعه ، قيل : لا يتوفى أحد على معصية إلا يضرب الملائكة في وجهه ودبره ، وقيل : ذلك عند القتال نصرة من الملائكة لرسول الله ، وقيل ذلك يوم القيامة والأول أولى .