نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱتَّبَعُواْ مَآ أَسۡخَطَ ٱللَّهَ وَكَرِهُواْ رِضۡوَٰنَهُۥ فَأَحۡبَطَ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (28)

ولما كان كفران النعيم يوجب-{[59817]} مع إحلال النعم{[59818]} إبطال ما تقدم من الخدم قال : { ذلك } أي الأمر العظيم الإهانة من فعل-{[59819]} رسلنا بهم-{[59820]} { بأنهم اتبعوا } أي عالجوا فطرهم الأولى في أن تبعوا{[59821]} {[59822]}عناداً منهم{[59823]} { ما أسخط الله } أي الملك الأعظم وهو العمل بمعاصيه من موالاة أعدائه ومناواة أوليائه وغير ذلك .

ولما كان فعل ما يسخط قد يكون مع الغفلة عن أنه يسخط ، بين أنهم ليسوا كذلك فقال تعالى : { وكرهوا } أي{[59824]} بالإشراك { رضوانه } {[59825]}بكراهتهم أعظم-{[59826]} أسباب رضاه وهو الإيمان ، فهم لما دونه بالقعود عن سائر الطاعات أكره ، لأن ذلك ظاهر غاية الظهور في أنه مسخط ففاعله{[59827]} مع ذلك غير معذور في ترك النظر فيه { فأحبط } أي فلذلك تسبب عنه أنه أفسد { أعمالهم * } الصالحة فأسقطها بحيث لم يبق لها وزن{[59828]} أصلاً لتضييع الأساس من مكارم الأخلاق من قرى الضيف والأخذ بيد الضعيف والصدقة والإعتاق وغير ذلك من وجوه الإرفاق .


[59817]:زيد من ظ و م ومد.
[59818]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: التعم.
[59819]:زيد من م ومد.
[59820]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: عمهم.
[59821]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: اتبعوا.
[59822]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59823]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59824]:سقط من ظ و م ومد.
[59825]:زيد في الأصل: أي، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[59826]:زيد من م ومد.
[59827]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: وفاعله.
[59828]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: وزنا.