نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{لَئِنۢ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقۡتُلَنِي مَآ أَنَا۠ بِبَاسِطٖ يَدِيَ إِلَيۡكَ لِأَقۡتُلَكَۖ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (28)

ولما وعظه بما يمنعه من قتله ويقبل به{[25582]} على خلاص نفسه ، أعلمه ثانياً أن الخوف من الله مَنَعَه من أن يمانعه عن نفسه مليناً{[25583]} لقلبه بما هو جدير أن يرده عنه خشية أن تجره الممانعة إلى تعدي الحد المأذون فيه ، لأن أخاه كان عاصياً لا مشركاً ، فقال مؤكداً بالقسم لأن مثل ما يخبر به عظيم لا يكاد يصدق : { لئن بسطت إليّ } أي خاصة { يدك لتقتلني } أي لتوجد ذلك بأيّ وجه كان ، ثم بالغ في إعلامه بامتناعه من الممانعة فقال : { ما أنا } وأغرق في النفي{[25584]} فقال{[25585]} : { بباسط } أي أصلاً ، وقدم المفعول به تعميماً ، ثم خص المتعلق لمناسبة الحال فقال : { يدي إليك لأقتلك } أي في أيّ{[25586]} وقت من الأوقات ، ولعله{[25587]} أتى{[25588]} بالجملة{[25589]} الاسمية{[25590]} المفيدة لنفي الثبات والدوام أدباً مع الله في عدم الحكم على المستقبل ، ثم علله بقوله : { إني أخاف الله } أي أستحضر جميع ما أقدر على استحضاره من كماله ، ثم وصفه بالإحسان إلى خلقه ليكون ذلك مانعاً له من الإساءة إلى أحد منهم فقال : { رب العالمين * } أي الذي أنعم عليهم بنعمة الإيجاد ثم التربية ، فأنا لا أريد أن أخرب ما بنى ، وهذا كما فعل عثمان رضي الله عنه .


[25582]:في ظ: هو.
[25583]:في ظ: مبينا.
[25584]:في ظ: السبي- كذا.
[25585]:سقط من ظ.
[25586]:سقط من ظ.
[25587]:من ظ، وفي الأصل: لعل.
[25588]:زيد من ظ، أي بالجملة الفعلية (لأقتلك).
[25589]:أي في ضمن الجملة الاسمية، وفي الأصل: الجملة، وقد سقط من ظ.
[25590]:في ظ: بالاسمية.