واللامُ في قوله : { لَئِن } : هي الموطئةُ . وقوله : { مَآ أَنَاْ بِبَاسِطٍ } جوابُ القسم المحذوف ، وهذا على القاعدة المقرَّرة من أنه إذا اجتمعَ شرطٌ وقسمٌ أُجيب سابقُهما إلا في صورته تقدَّم التنبيه عليها .
وقال الزمخشري : " فإنْ قلت : لِمَ جاء الشرطُ بلفظِ الفعلِ ، والجزاء بلفظِ اسمِ الفاعلِ وهو قوله : { لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَآ أَنَاْ بِبَاسِطٍ } ؟ قلت : ليفيدَ أنه لا يفعلُ هذا الوصفَ الشنيعَ ، ولذلك أكَّده بالباء المفيدة لتأكيد النفي " وناقشه الشيخ في قوله : { مَآ أَنَاْ بِبَاسِطٍ } " جزاءٌ للشرط " قال : " لأنَّ هذا جوابٌ للقسمِ لا للشرطِ " قال : " لأنه لو كان جواباً للشرطِ لَزِمَتْه الفاءُ لكونِه منفياً ب " ما " والأداةُ جازمةٌ ، ولَلَزِم أيضاً خَرْمُ تلك القاعدة ، وهو كونُه لم / يُجَبِ الأسبقُ منهما " وهذا ليس بشيء لأن أبا القاسم سَمَّاه جزاء للشرط لَمَّا كان دالاً على جزاء الشرط ، ولا نكير في ذلك ، مُغْرَى بأَنْ يُقال : قد اعترض على الزمخشري : وقال أيضاً : " وقد خالفَ الزمخشري كلامَه هنا بما ذكَره في البقرة في قوله تعالى : { وَلَئِنْ أَتَيْتَ } [ الآية : 145 ] من كونِه جَعَله جواباً للقسم ساداً مسدَّ جوابِ الشرط ، وله معه هناك كلامُ قد قَدَّمته عنه في موضعِه فَلْيُراجَعْ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.