نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{۞وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ ٱبۡنَيۡ ءَادَمَ بِٱلۡحَقِّ إِذۡ قَرَّبَا قُرۡبَانٗا فَتُقُبِّلَ مِنۡ أَحَدِهِمَا وَلَمۡ يُتَقَبَّلۡ مِنَ ٱلۡأٓخَرِ قَالَ لَأَقۡتُلَنَّكَۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ} (27)

ولما كانت قصتهم هذه - في أمرهم بالدخول إلى الأرض المقدسة لما فيها من نقض العهود{[25486]} والتبرؤ من الله والحكم عليهم بالفسق والتعذيب - ناقضة لما ادعاه اليهود من البنوة ، كان ذلك كافياً في إبطال مدعى النصارى لذلك ، لأنهم أبناء اليهود ، وإذا{[25487]} بطل كون أبيك ابنا لأحد بطل أن تكون{[25488]} أنت ابنه ، لما كان ذلك كذلك{[25489]} ناسب أن تعقب بقصة ابني آدم لما يذكر ، فقال تعالى عاطفاً على قوله : { وإذ قال موسى }[ المائدة : 20 ] { واتل عليهم } أي على المدعوّين الذين من جملتهم اليهود تلاوة ، و{[25490]} هي من أعظم الأدلة على نبوتك ، لأن ذلك لا علم لك{[25491]} ولا لقومك به{[25492]} إلا من جهة الوحي { نبأ{[25493]} ابني آدم } أي خبرهما الجليل العظيم ، تلاوة ملتبسة { بالحق } أي الخبر الذي يطابقه الواقع إذا تُعُرَّفَ من كتب الأولين وأخبار الماضين كائناً ذلك النبأ { إذ } أي حين { قربا } أي ابنا آدم ؛ ولما لم يتعلق الغرض في هذا المقام ببيان أيّ نوع قربا منه ، قال : { قرباناً } أي بأن قرب{[25494]} كل واحد منهما شيئاً{[25495]} من شأنه أن يقرِّبَ إلى المطلوب مقاربتُه{[25496]} غاية القرب .

ولما كان المؤثر للحسد إنما هو عدم التقبل ، لا{[25497]} بالنسبة إلى متقبل خاص ، بناه للمفعول فقال : { فتُقبِّل } أي قبل{[25498]} قبولاً عظيماً ظاهراً لكل أحد { {[25499]}من أحدهما{[25500]} } أبهمه{[25501]} أيضاً لعدم الاحتياج في هذا السياق إلى تعيينه{[25502]} { ولم يتقبل من الآخر } عَلِمَا ذلك{[25503]} بعلامة كانت لهم في ذلك ، إما أكل النار للمقبول كما{[25504]} قالوه أو{[25505]} غير ذلك ؛ ومناسبتها لما قبلها من حيث إنها أيضاً ناقضة لدعواهم البنوة ، لأن قابيل ممن ولد في الجنة على{[25506]} ما قيل ، ومع ذلك فقد عذب لما نقض العهد ، فانتفى أن يكون ابناً وكان هو وغيره شرعاً واحداً دائراً{[25507]} أمرهم في العذاب والثواب على الوفاء والنقض ، من وفى كان حبيباً ولياً ، ومن نقض كان بغيضاً عدواً ، وإذا انتفت البنوة عن ولد لآدم صفي الله مع كونه لصلبه لا{[25508]} واسطة بينهما ومع كونه وُلِدَ في الجنة دار الكرامة ، فانتفاؤها{[25509]} عمن هو أسفل منه من باب الأولى ، وكذا المحبة ؛ ومن المناسبات أيضاً أن كفر بني إسرائيل بمحمد صلى الله عليه وسلم إنما هو للحسد ، فنبهوا بقصة ابني آدم على أن الحسد يجر{[25510]} إلى ما لا يرضي الله{[25511]} وإلى ما لا يرضاه عاقل ويكب{[25512]} في النار ؛ ومنها أن في قصة بني إسرائيل إحجامهم عن قتال أعداء الله البعداء منهم المأمورين بقتالهم الموعودين عليه بخيري الدارين ، وأن الله معهم فيه ، وفي قصة ابني آدم إقبال{[25513]} قابيل على قتل أخيه حبيب الله المنهي عن قتله المتوعد بأن الله يتبرأ منه إن قتله ، ففي ذلك تأديب لهذه{[25514]} الأمة عند كل إقدام وإحجام ، وتذكير بالنعمة في حفظهم من مثل ذلك ، و{[25515]} أن فيها أن موسى وهارون عليهما السلام أخوان في غاية الطواعية في أنفسهما ، ورحمة كل منهما للآخر والطاعة لله ، وقصة ابني آدم بخلاف ذلك ، وفي ذلك تحذير مما جر إليه وهو الحسد ، وأن في قصة بني إسرائيل أنهم لما{[25516]} قدموا الغنائم للنار فلم تأكلها ، عَلِمَ نبيهم صلى الله عليه وسلم أنها لم تقبل لغلول غَلّوه ، فاستخرجه ووضعه فيها فأكلتها ، ففي ذلك الاستدلال بعدم أكل النار على عدم القبول - كما في قصة{[25517]} ابني آدم ، وأن بني إسرائيل عذبوا بالمنع من بيت المقدس بالتيه .

وقابيل نفي من الأرض التي كان فيها مقتل{[25518]} أخيه ، وأن بني إسرائيل تاهوا أربعين سنة{[25519]} على عدد{[25520]} الأيام التي غاب فيها نقباؤهم{[25521]} في جسّ أخبار الجبابرة ، وأن قابيل حمل هابيل بعد أن قتله أربعين يوماً - ذكره البغوي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : وقصده{[25522]} السباع فحمله على ظهره أربعين يوماً ، وكل هذه محسنات والعمدة هو الوجه الأول ، وأحسن منه أن يكون الأمر لموسى عليه السلام عطفاً على النهي في لاتاس{[25523]} ، والمعنى أن الأرض المقدسة مكتوبة لهم كما قَدمته أنت أول القصة في قولك :

{ التي كتب الله{[25524]} لكم }[ المائدة : 21 ] فأنا مورثها لا محالة لأبنائهم وأنت متوفٍ قبل دخولها ، وقد أجريت سنتي في ابني آدم بأنهم إذا{[25525]} توطنوا واستراحوا{[25526]} تحاسدوا ، وإذا تحاسدوا تدابروا فقتل بعضهم بعضاً ، فاتل عليهم هذه القصة لتكون زاجرة لهم من أن يفعلوا ذلك إذا فرغوا من الجبابرة وأبادوهم وصفت لهم البلاد فتوطنوها ، وأخرجت{[25527]} لهم بركاتها فأبطرتهم النعم ، ونسوا غوائل النقم ؛ ويكون ذلك وعظاً لهذه الأمة ومانعاً من فعل مثل ذلك بعد إكمال دينهم ووفاة نبيهم وإظهارهم على الدين كله ، كما تقدم به الوعد لهم فقهروا العباد وفتحوا البلاد وانتثلوا كنوزها وتحكموا في أموالها ، فنسوا ما كانوا فيه من القلة والحاجة{[25528]} والذلة فأبطرتهم النعم ، وارتكبوا أفعال الأمم ، وأعرضوا عن غوائل النقم - كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " دب إليكم داء الأمم قبلكم : الحسد والبغضاء ، الا والبغضاء{[25529]} هي الحالقة ، لا أقول{[25530]} : تحلق الشعر ، ولكن تحلق الدين " أخرجه الترمذي والإمام أحمد وأبو داود الطيالسي في مسنديهما والبزار{[25531]} - قال المندري : بإسناد جيد - والبيهقي وقال : " لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا " رواه الطبراني ورواته ثقات ، وذكر الحافظ أبو الربيع بن سالم الكلاعي في القسم الثاني من سيرته في فتح جلولاء{[25532]} من بلاد فارس أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لما أرسل الغنيمة إلى عمر رضي الله عنه أقسم عمر رضي الله عنه : لا يخبأها{[25533]} سقف بيت حتى{[25534]} تقسم ! فوضعت{[25535]} في صحن المسجد ، فبات{[25536]} عبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن أرقم رضي الله عنهما يحرسانه ، فلما جاء الناس كشف عنه فنظر عمر رضي الله عنه{[25537]} إلى ياقوتة وزبرجدة وجوهرة فبكى ، فقال عبد الرحمن رضي الله عنه{[25538]} : ما يبكيك يا أمير المؤمنين ؟ فوالله إن هذا إلا موطن شكر ! فقال عمر : والله ما ذاك يبكيني ، وتالله ما أعطى الله هذا قوماً إلا تحاسدوا وتباغضوا ، ولا تحاسدوا إلا ألقى بأسهم بينهم .

شرحُ قصة ابني{[25539]} آدم من التوراة ، قال المترجم في أولها بعد قصة أكل آدم عليه السلام من الشجرة ما نصه : فدعا آدم اسم امرأته حواء من أجل أنها كانت أم كل حيّ ، وصنع الرب لآدم وامرأته سرابيل من الجلود وألبسهما ، فأرسله الله من جنة عدن ليحرث{[25540]} الأرض التي منها أخذ ، فأخرجه الله ربنا ، فجامع آدم{[25541]} امرأته حواء فحبلت{[25542]} وولدت قايين{[25543]} وقالت : لقد استفدت لله رجلاً ، وعادت فولدت أخاه هابيل ، {[25544]} فكان هابيل{[25545]} راعي غنم ، وكان قايين{[25546]} يحرث الأرض ، فلما كان بعد أيام جاء قايين{[25547]} من ثمر أرضه بقربان لله ، وجاء هابيل أيضاً من أبكار غنمه بقربان ، فسر الله بهابيل وقربانه ولم يسر بقايين{[25548]} وقربانه ، فساء ذلك قايين{[25549]} جداً{[25550]} وهمَّ أن يسوءه وعبس وجهه ، فقال الرب لقايين{[25551]} : ما ساءك ؟ ولِمَ كسف{[25552]} وجهك ؟ إن أحسنت تقبلت منك ، وإن لم تحسن فإن الخطيئة رابضة على الباب وأنت تقبل إليها وهي تتسلط عليك ، فقال قايين{[25553]} لهابيل أخيه : تتمشى بنا في البقعة ، فبينما هما يتمشيان في الحرث وثب قايين{[25554]} على أخيه هابيل فقتله ، فقال الله لقايين{[25555]} : أين هابيل أخوك ؟ فقال : لا أدري ، أرقيب أنا على أخي ؟ قال الله :{[25556]} ماذا{[25557]} فعلت ! فإن دم أخيك{[25558]} ينادي لي من الأرض ، من الآن ملعون أنت من{[25559]} الأرض التي فتحت{[25560]} فاها فقبلت دم أخيك من يدك ، فإذا أنت عملت في الأرض فإنها لا تعود تعطيك حراثها ، وتكون فزعاً تائهاً في الأرض ، فقال قايين{[25561]} للرب : عظمت خطيئتي من أن تغفرها ، وقد أخرجتني اليوم عن وجه الأرض ، وأتوارى من قدامك وأكون فزعاً تائها في الأرض ، وكل من وجدني يقتلني ، فقال{[25562]} الله ربنا : كلا ! ولكن كذلك{[25563]} كل قاتل ، وأما قايين{[25564]} {[25565]} فإنه يجزى{[25566]} بدل الواحد سبعة ، فخرج قايين{[25567]} من قدام الله فجلس في الأرض نود{[25568]} شرقي عدن - انتهى . قال البغوي عن ابن إسحاق عن بعض أهل العلم بالكتاب الأول : إن آدم كان يغشى حواء في الجنة قبل أن يصيب الخطيئة فحملت فيها بقابيل وتوأمته{[25569]} - فذكر قصته في النكاح وقتله لأخيه وشرب الأرض لدمه{[25570]} وقول قابيل لله - حين قال له : إنه قتله - : إن كنت قتلته فأين دمه{[25571]} ؟ فحرم الله على الأرض يومئذ أن تشرب دماً بعده أبداً - انتهى .

ولما أخبر الله{[25572]} تعالى بأن أحدهما فعل معه من عدم القبول ما غاظه ، كان كأنه قيل : فما فعل حين غضب ؟ فقيل : { قال } أي لأخيه الذي قبل قربانه حسداً له{[25573]} { لأقتلنك }{[25574]} فكأنه قيل : بما{[25575]} أجابه ؟ فقيل : نبهه أولاً على ما يصل به إلى رتبته ليزول حسده بأن { قال إنما يتقبل الله } أي يقبل قبولاً عظيماً المحيط لكل شيء قدرة وعلماً الملك الذي له الكمال كله ، فليس هو محتاجاً{[25576]} إلى شيء ، وكل شيء محتاج{[25577]} إليه { من المتقين * } أي العريقين{[25578]} في وصف التقوى ، فلا معصية لهم يصرون عليها بشرك ولا غيره ، فعدمُ{[25579]} تقبل قربانك من نفسك لا مني ، فلم تقتلني ؟ فقتلك{[25580]} لي مبعد لك{[25581]} عما حسدتني عليه .


[25486]:سقط من ظ.
[25487]:في ظ: إذ.
[25488]:في ظ: يكون.
[25489]:في ظ: لذلك.
[25490]:زيد من ظ.
[25491]:سقط من ظ.
[25492]:سقط من ظ.
[25493]:تقدم في ظ على "أي على".
[25494]:تقدم ما بين الرقمين في ظ على "به إلا".
[25495]:تقدم ما بين الرقمين في ظ على "به إلا".
[25496]:في ظ: مقاربة.
[25497]:زيد من ظ.
[25498]:زيد من ظ.
[25499]:تقدم ما بين الرقمين في ظ على "أي قبل".
[25500]:تقدم ما بين الرقمين في ظ على "أي قبل".
[25501]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[25502]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[25503]:في ظ: بذلك.
[25504]:في ظ: لما.
[25505]:في ظ "و".
[25506]:سقط من ظ.
[25507]:في ظ: دائر.
[25508]:زيد من ظ.
[25509]:في ظ: انتفاوهما.
[25510]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[25511]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[25512]:في الأصل: يكبر، وفي ظ: نكب- كذا.
[25513]:في ظ: إقدام.
[25514]:من ظ، وفي الأصل: هذه.
[25515]:سقط من ظ.
[25516]:في ظ: كما.
[25517]:في ظ: يقتل.
[25518]:في ظ: يقتل.
[25519]:سقط من ظ.
[25520]:في ظ: عدم.
[25521]:في ظ: لعناوهم- كذا.
[25522]:في ظ: قصيدة.
[25523]:من ظ، وفي الأصل: تاس.
[25524]:زيد من ظ والقرآن الكريم.
[25525]:في ظ: تواطنوا واسترحوا.
[25526]:في ظ: تواطنوا واسترحوا.
[25527]:في ظ: خرجت.
[25528]:في ظ: الحجة.
[25529]:في ظ: هل لمخالفة الأقوال- كذا.
[25530]:في ظ: هل لمخالفة الأقوال- كذا.
[25531]:زيدت الواو بعده في ظ.
[25532]:في ظ: حلولا.
[25533]:في ظ: لا يحثها.
[25534]:في ظ: يقسم فوقعت.
[25535]:في ظ: يقسم فوقعت.
[25536]:في ظ: فبك.
[25537]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[25538]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[25539]:في ظ: بنى.
[25540]:في ظ: ليخرب.
[25541]:زيد من ظ والتوراة.
[25542]:في ظ: فحملت.
[25543]:في ظ: قابيل، وأما أثناه من الأصل هو ثابت في تراجم التوراة.
[25544]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[25545]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[25546]:في ظ: قابيل، وما أثبتناه من الأصل هو ثابت في تراجم التوراة.
[25547]:في ظ: قابيل، وما أثبتناه من الأصل هو ثابت في تراجم التوراة.
[25548]:في ظ: بقابيل.
[25549]:في ظ: قابيل، وما أثبتناه من الأصل هو ثابت في تراجم التوراة.
[25550]:في ظ: حسد.
[25551]:في ظ: لقابيل.
[25552]:في ظ: كشف.
[25553]:في ظ: قابيل، وما أثبتناه من الأصل هو ثابت في تراجم التوراة.
[25554]:في ظ: قابيل، وما أثبتناه من الأصل هو ثابت في تراجم التوراة.
[25555]:في ظ: لقابيل.
[25556]:في ظ: ما.
[25557]:في ظ: ما.
[25558]:زيدت الواو بعده في ظ.
[25559]:من التوراة، وفي الأصل و ظ: ثم.
[25560]:العبارة من هنا إلى " في الأرض" ساقطة من ظ.
[25561]:في ظ: قابيل.
[25562]:زيد بعده في الأصل: الرب، ولم تكن الزيادة في ظ فحذفناها.
[25563]:في ظ: لذلك.
[25564]:في ظ: قابيل.
[25565]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[25566]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[25567]:في ظ: قابيل.
[25568]:من ظ والتوراة، وفي الأصل: بود.
[25569]:وقع في ظ: توأميه- خطأ، وذكر ابن حيان أن حواء كانت تلد في كل بطن ذكرا وأنثى، وكان آدم يزوج ذكر هذا البطن أنثى ذلك البطن، وأنثى هذا ذكر ذلك، ولا يحل للذكر نكاح توأمته- راجع البحر المحيط 3/461.
[25570]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[25571]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[25572]:سقط من ظ.
[25573]:سقط من ظ.
[25574]:في ظ: وكأنه قتل ثم- كذا.
[25575]:في ظ: وكأنه قتل ثم- كذا.
[25576]:في ظ: محتاج.
[25577]:في ظ: يحتاج.
[25578]:في ظ: الغريقين.
[25579]:في ظ: فتقدم.
[25580]:في ظ: وقتلك.
[25581]:من ظ، وفي الأصل: بعد.