فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{لَئِنۢ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقۡتُلَنِي مَآ أَنَا۠ بِبَاسِطٖ يَدِيَ إِلَيۡكَ لِأَقۡتُلَكَۖ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (28)

{ لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلنك إني أخاف الله رب العالمين }-المقتول قال لأخيه : ما أنا بباسط يدي إليك إن بسطت إلي يدك ، لأنه كان حراما عليه من قتل أخيه مثل الذي كان حراما على أخيه القاتل من قتله ، فأما الامتناع من قتله حين أراد قتله فلا دلالة على أن القاتل حين أراد قتله وعزم عليه كان المقتول عالما بما هو عليه عازم منه ومحاول من قتله فترك دفعه عن نفسه ، بل قد ذكر جماعة من أهل العلم أنه قتله غيلة ، اغتاله وهو نائم ، فشرخ رأسه بصخرة ، فإذا كان ذلك ممكنا ولم يكن في الآية دلالة على أنه كان مأمورا بترك منع أخيه من قتله لم يكن جائزا ادعاء ما ليس في الآية ، إلا ببرهان يجب تسليمه-( {[1724]} ) ؛ وقيل : المعنى : لا أبسط يدي إليك لغرض قتلك ، وإنما أبسط يدي إليك لغرض الدفع ؛ { إني أخاف الله رب العالمين } هذه من حكاية ما قال هابيل الذي يرد على قابيل إذ توعده بالقتل ، يبين لأخيه أنه لن يعمد إلى قتله ، مخافة أن يغضب المولى عليه لجرمه ، ( وفيه إرشاد قابيل إلى خشية الله تعالى على أتم وجه ، وتعريض بأن القاتل لا يخاف الله تعالى ) ( {[1725]} ) .


[1724]:جامع البيان.
[1725]:من روح المعاني.