لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ} (3)

{ اقرأ } كرره تأكيداً . وقيل : الأول اقرأ في نفسك ، والثاني اقرأ للتبليغ وتعليم أمتك ، ثم استأنف فقال تعالى : { وربك الأكرم } يعني الذي لا يوازيه كريم ، ولا يعادله في الكرم نظير ، وقد يكون الأكرم بمعنى الكريم ، كما جاء الأعز بمعنى العزيز ، وغاية الكريم إعطاؤه الشيء من غير طلب العوض ، فمن طلب العوض فليس بكريم ، وليس المراد أن يكون العوض عيناً ؛ بل المدح والثّواب عوض ، والله سبحانه وجلَّ جلاله وتعالى علاؤه وشأنه يتعالى عن طلب العوض ، ويستحيل ذلك في وصفه ؛ لأنه أكرم الأكرمين . وقيل : الأكرم هو الذي له الابتداء في كل كرم وإحسان . وقيل : هو الحليم عن جهل العباد ، فلا يعجل عليهم بالعقوبة ، وقيل : يحتمل أن يكون هذا حثاً على القراءة ، والمعنى : اقرأ وربك الأكرم ؛ لأنه يجزي بكل حرف عشر حسنات .