التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{ٱلَّذِينَ يَسۡتَحِبُّونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا عَلَى ٱلۡأٓخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبۡغُونَهَا عِوَجًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلِۭ بَعِيدٖ} (3)

وقد احتوت الآيتان الثانية والثالثة حملة قوية على الكافرين الذين يجعلهم حبهم وتفضيلهم متع الحياة وشهواتها على الآخرة ، يقفون موقف الكفر والصد من كتاب الله ودعوة رسوله مع ما فيها من قصد إخراجهم من الظلمات إلى النور ويبذلون جهدهم لإبقاء الأمور معوجة منحرفة .

وفي الآية الثالثة توكيد لما تكرر تقريره في القرآن ، ومر منه أمثلة من كون موقف الجحود والمناوأة الذي وقفه الكفار من الرسالة المحمدية متصل بجحودهم الآخرة وتعلقهم بالدنيا . وفي هذا تنطوي حكمة من حكم التنزيل فيما احتوته آيات عديدة من التهوين بالدنيا ومتاعها والترغيب في ما عند الله عز وجل ، مما مر منه أمثلة ويأتي فيما بعد أمثلة عديدة أخرى .

وجملة { ويصدون عن سبيل الله } تلهم أن الحملة موجهة بنوع خاص على الزعماء الذين يتولون كبر معارضة النبي صلى الله عليه وسلم ، ويمنعون الناس عن اتباعه كما هوالمتبادر .