{ الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُوْلَئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ ( 3 ) }
ثم وصف هؤلاء الكفار بقوله : { الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا } أي يؤثرونها لمحبتهم لها { عَلَى الآخِرَةِ } الدائمة والنعيم الأبدي .
{ وَيَصُدُّونَ } أي يصرفون الناس { عَن سَبِيلِ اللّهِ } أي عن دينه الذي شرعه لعباده { وَيَبْغُونَهَا } أي السبيل { عِوَجًا } أي يطلبون لها زيغا وميلا وعدولا وانحرافا عن الحق لموافقة أهوائهم وقضاء حاجتهم وأغراضهم ، وقيل الهاء راجعة إلى الدنيا أي يطلبونها على سبيل الميل عن الحق ، والميل إلى الحرام والعوج بكسر العين في المعاني وبفتحها في الأعيان وقد سبق تحقيقه ، واجتماع هذه الخصال نهاية الضلال ، ولهذا وصف ضلالهم بالبعد عن الحق فقال :
{ أُوْلَئِكَ } يعني من هذه صفته { فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } عن طريق الحق ، أي بالغ في ذلك غاية الغايات القاصية أو ذي بعد أو فيه بعد لأن الضال قد يضل ويبعد عن الطريق مكانا قريبا وقد يضل بعيدا ، والبعد وإن كان من صفة الضال لكنه يجوز وصف الضلال به مجازا لقصد المبالغة كجد جده وداهية دهياء .
ثم لما من على المكلفين بإنزال الكتاب وإرسال الرسول ذكر من كمال تلك النعمة أن ذلك المرسل بلسان قومه فقال :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.