السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ٱلَّذِينَ يَسۡتَحِبُّونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا عَلَى ٱلۡأٓخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبۡغُونَهَا عِوَجًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلِۭ بَعِيدٖ} (3)

ثم وصفهم بقوله تعالى : { الذين يستحبون } ، أي : يختارون { الحياة الدنيا على الآخرة } ، أي : يؤثرونها عليها { ويصدّون عن سبيل الله } ، أي : يمنعون الناس عن قبول دين الله { ويبغونها } ، أي : السبيل { عوجاً } ، أي : معوجة والأصل ويبغون لها زيغاً وميلاً ، فحذف الجار ، وأوصل الفعل إلى الضمير { أولئك } ، أي : الموصوفون بهذه الصفات { في ضلال بعيد } ، أي : عن الحق وإسناد البعد إلى الضلال إسناد مجازي ؛ لأنّ البعيد هم الضلال بميلهم عن الباقي إلى الفاني .