ثم وصف هؤلاء الكفار بقوله : { الذين يَسْتَحِبُّونَ الحياة الدنيا } أي : يؤثرونها لمحبتهم لها { على الآخرة } الدائمة والنعيم الأبدي . وقيل : إن الموصول في موضع رفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، أي : هم الذين . وقيل : الموصول مبتدأ وخبره أولئك ، وجملة { وَيَصُدُّونَ } وكذلك { ويبغون } معطوفتان على { يستحبون } ، ومعنى الصدّ { عن سبيل الله } صرف الناس عنه ومنعهم منه ، وسبيل الله دينه الذي شرعه لعباده { وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا } أي : يطلبون لها زيغاً وميلاً لموافقة أهوائهم وقضاء حاجاتهم وأغراضهم ، والعوج بكسر العين في المعاني وبفتح العين في الأعيان ، وقد سبق تحقيقه . والأصل : يبغون لها . فحذف الحرف وأوصل الفعل إلى الضمير ، واجتماع هذه الخصال نهاية الضلال ، ولهذا وصف ضلالهم بالبعد عن الحق فقال : { أُوْلَئِكَ فِي ضلال بَعِيدٍ } والإشارة إلى الموصوفين بتلك الصفات القبيحة والبعد وإن كان من صفة الضال لكنه يجوز وصف الضلال به مجازاً لقصد المبالغة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.