النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ٱلَّذِينَ يَسۡتَحِبُّونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا عَلَى ٱلۡأٓخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبۡغُونَهَا عِوَجًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلِۭ بَعِيدٖ} (3)

قوله عز وجل : { الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة } فيه وجهان :

أحدهما : يختارونها على الآخرة ، قاله أبو مالك .

الثاني : يستبدلونها من الآخرة ، ذكره ابن عيسى ، والاستحباب هو التعرض للمحبة .

ويحتمل ما يستحبونه من الحياة الدنيا على الآخرة وجهين :

أحدهما : يستحبون البقاء في الحياة الدنيا على البقاء في الآخرة .

الثاني : يستحبون النعيم فيها على النعيم في الآخرة .

{ ويصدون عن سبيل الله } قال ابن عباس : عن دين الله .

ويحتمل : عن محمد صلى الله عليه وسلم .

{ ويبغونها عوَجاً } فيه وجهان :

أحدهما : يرجون بمكة غير الإسلام ديناً ، قاله ابن عباس .

الثاني : يقصدون بمحمد صلى الله عليه وسلم هلاكاً ، قاله السدي .

ويحتمل وجهاً ثالثاً : أن معناه يلتمسون الدنيا من غير وجهها لأن نعمة الله لا تستمد إلا بطاعته دون معصيته .

والعِوَج بكسر العين : في الدين [ والأمر ] والأرض وكل ما لم يكن قائماً . والعوج بفتح العين : في كل ما كان قائماً كالحائط والرمح .