محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{ٱلَّذِينَ يَسۡتَحِبُّونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا عَلَى ٱلۡأٓخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبۡغُونَهَا عِوَجًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلِۭ بَعِيدٖ} (3)

/ [ 3 ] { الذين يستحبّون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا أولئك في ضلال بعيد 3 } .

{ الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة } أي : يؤثرونها عليها { ويصدون عن سبيل الله } بتعويق الناس عن الإيمان { ويبغونها عوجا } أي يصفونها بالانحراف عن الحق والصواب ، أو يبغون أهلها أن يعوجوا بالردة ، أو يبغون لها اعوجاجا ، أي يطلبون أن يروا فيها عوجا قادحا ، على الحذف والإيصال { أولئك في ضلال بعيد } أي : ضلوا عن طريق الحق ووقفوا دونه بمراحل ، والبعد في الحقيقة للضال نفسه ، وصف به فعله للمبالغة ، يجعل الضلال نفسه ضالا . وفي إيثار الظرف على ( أولئك ضالون ضلالا بعيدا ) ، دلالة على تمكنهم فيه ، باشتماله عليهم اشتمال المحيط على المحاط ، مبالغة في إثبات وصف الضلال .