التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{قُل لَّوۡ أَنتُمۡ تَمۡلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحۡمَةِ رَبِّيٓ إِذٗا لَّأَمۡسَكۡتُمۡ خَشۡيَةَ ٱلۡإِنفَاقِۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ قَتُورٗا} (100)

{ قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ وكَانَ الإنسَانُ قَتُورًا 100 } [ 100 ]

عبارة الآية واضحة وقد انطوى فيها تقرير طبيعة من طبائع الإنسان وهي خشيته من نفاد ما في يده والتقتير بسبب ذلك ؛ وتقرر أن الله لا يستشعر بشيء من هذا ؛ لأن خزائن رحمته لا تنفذ .

ولا يروي المفسرون رواية ما في صدد الآية . وبدؤها بالأمر بالقول مع ضمير الجمع المخاطب قرينة على أن الآية متصلة بموقف الكفار الذي حكته الآيات السابقة ، ولعلها انطوت على جواب لسؤال أورده الكفار على سبيل التحدي وهو : ما بالهم ما يزالون أحياء يرزقون متمتعين بمتع الحياة وزينتها ونعيمها مع كفرهم بالنبي صلى الله عليه وسلم واليوم الآخر ؟ فأجيبوا بما انطوى فيه : أن الله قد جعل لهم أجلا هو آت لا ريب فيه ، وأن سنته اقتضت تيسير الرزق للناس خلال الأجل المضروب لهم وهو المتصف بالرحمة وليس هو كالبشر يخشى نفاد ما في خزائنه .

وواضح أن الجواب متسق مع ما اعتاده البشر من عادات وطبائع بسبيل الإلزام والإفحام .

ووحدة النظر والتساوق تسوغ القول : إن الآية لم تنزل فور ما فرضناه من سؤال ، فهو على ما هو المتبادر سابق بمدة ما . وقد احتوت الآية جوابا عليه في مناسبة ذكر أقوال ومواقف الكفار في سياق متصل .