مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{قُل لَّوۡ أَنتُمۡ تَمۡلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحۡمَةِ رَبِّيٓ إِذٗا لَّأَمۡسَكۡتُمۡ خَشۡيَةَ ٱلۡإِنفَاقِۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ قَتُورٗا} (100)

{ قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ } تقديره : لو تملكون أنتم لأن «لو » تدخل على الأفعال دون الأسماء فلا بد من فعل بعدها فأضمر تملك على شريطة التفسير وأبدل من الضمير المتصل وهو الواو ضمير منفصل وهو أنتم لسقوط ما يتصل به من اللفظ ف { أنتم } فاعل الفعل المضمر و { تملكون } تفسيره ، وهذا هو الوجه الذي يقتضيه علم الإعراب . وأما ما يقتضيه علم البيان فهو أن { أنتم تملكون } فيه دلالة على الاختصاص وأن الناس هم المختصون بالشح المتبالغ { خَزَآئِنَ رَحْمَةِ ربي } رزقه وسائر نعمه على خلقه { إِذاً لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإنفَاقِ } أي لبخلتم خشية أن يفنيه الإنفاق { وَكَانَ الإنْسانُ قَتُوراً } بخيلاً .