إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قُل لَّوۡ أَنتُمۡ تَمۡلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحۡمَةِ رَبِّيٓ إِذٗا لَّأَمۡسَكۡتُمۡ خَشۡيَةَ ٱلۡإِنفَاقِۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ قَتُورٗا} (100)

{ قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبّي } خزائنَ رزقِه التي أفاضها على كافة الموجوداتِ ، وأنتم مرتفعٌ بفعل يفسّره المذكورُ كقول حاتم : [ السريع ]

لو ذاتُ سِوارٍ لَطَمتْني *** . . . . . . . .

وفائدة ذلك المبالغةُ والدلالةُ على الاختصاص .

{ إذِن لأمْسَكْتُمْ } لبخِلتم { خَشْيَةَ الإنفاق } إذ ليس في الدنيا أحدٌ إلا وهو يختار النفعَ لنفسه ، ولو آثر غيرَه بشيء فإنما يُؤثره لِعَوض يفوقه ، فإذن هو بخيلٌ بالإضافة إلى جودِ الله سبحانه { وَكَانَ الإنسان قَتُورًا } مبالغاً في البخل لأن مبْنى أمرِه على الحاجة والضِّنّة بما يحتاج إليه وملاحظةِ العِوضِ بما يبذُله .