الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قُل لَّوۡ أَنتُمۡ تَمۡلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحۡمَةِ رَبِّيٓ إِذٗا لَّأَمۡسَكۡتُمۡ خَشۡيَةَ ٱلۡإِنفَاقِۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ قَتُورٗا} (100)

وقوله سبحانه : { قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي } [ الإسراء : 100 ] .

ال{ رَحْمَةِ } ، في هذه الآية : المال والنِّعم التي تُصْرَفُ في الأرزاق .

وقوله : { خَشْيَةَ الإنفاق } المعنى : خشية عاقبةِ الإِنفاق ، وهو الفَقْر ، وقال بعض اللُّغويِّين ، أنْفَقَ الرجُلُ معناه : افتقَرَ كما تقول أَتْرَبَ وأَقْتَرَ .

وقوله : { وَكَانَ الإنسان قَتُورًا } أي : ممسِكاً ، يريدُ أنَّ في طبعه ومنتهى نظره أن الأشياء تتناهى وتفنى ، فهو لو ملك خزائنَ رحمة الله ، لأمسك خشيةَ الفَقْر ، وكذلك يظنُّ أن قدرة اللَّه تقفُ دون البَعْث ، والأمر ليس كذلك ، بل قدرته لا تتناهى .