لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{قُل لَّوۡ أَنتُمۡ تَمۡلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحۡمَةِ رَبِّيٓ إِذٗا لَّأَمۡسَكۡتُمۡ خَشۡيَةَ ٱلۡإِنفَاقِۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ قَتُورٗا} (100)

{ قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي } أي خزائن نعمه ورزقه وقيل : إن خزائن الله غير متناهية . والمعنى : لو أنكم ملكتم من النعم خزائن لا نهاية لها { إذاً لأمسكتم } أي لبخلتم وحبستم { خشية الإنفاق } والفقر والنفاد وهذا مبالغة عظيمة في وصفهم بهذا الشيء { وكان الإنسان قتوراً } أي ممسكاً بخيلاً . فإن قلت : قد يوجد في جنس الإنسان من هو جواد كريم ، فكيف وصفه بالبخل ؟ قلت : الأصل في الإنسان البخل ، لأن خلق محتاجاً والمحتاج لا بد وأن يحب ما يدفع به عنه ضرر الحاجة ، ويمسكه لنفسه إلا أنه قد يجود لأسباب خارجة مثل أن يحب المدحة أو رجاء ثواب ، فثبت بها أن الأصل في الإنسان البخل .