{ لَوْ } حقها أن تدخل على الأفعال دون الأسماء ، فلا بد من فعل بعدها في { لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ } وتقديره لو تملكون تملكون ، فأضمر تملك إضماراً على شريطة التفسير ، وأبدل من الضمير المتصل الذي هو الواو ضمير منفصل ، وهو أنتم ، لسقوط ما يتصل به من اللفظ ، فأنتم : فاعل الفعل المضمر ، وتملكون : تفسيره ! وهذا هو الوجه الذي يقتضيه علم الإعراب . فأمّا ما يقتضيه علم البيان ، فهو : أنّ أنتم تملكون فيه دلالة على الاختصاص ؛ وأنّ الناس هم المختصون بالشح المتبالغ ونحوه قول حاتم :
لَوْ ذَاتُ سِوَارٍ لَطَمَتْنِي ***
وَلَوْ غَيْرُ أَخْوَالِي أرَادُوا نَقِيصَتِي ***
وذلك لأنّ الفعل الأول لما سقط لأجل المفسر ، برز الكلام في صورة المبتدأ والخبر . ورحمة الله : رزقه وسائر نعمه على خلقه ، ولقد بلغ هذا الوصف بالشح الغاية التي لا يبلغها الوهم . وقيل : هو لأهل مكة الذين اقترحوا ما اقترحوا من الينبوع والأنهار وغيرها ، وأنهم لو ملكوا ، خزائن الأرزاق لبخلوا بها { قَتُورًا } ضيقاً بخيلاً . فإن قلت : هل يقدر { لأمْسَكْتُمْ } مفعول ؟ قلت : لا ؛ لأن معناه : لبخلتم ، من قولك للبخيل ممسك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.