جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَيَسۡتَعۡجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبۡلَ ٱلۡحَسَنَةِ وَقَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِمُ ٱلۡمَثُلَٰتُۗ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغۡفِرَةٖ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلۡمِهِمۡۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (6)

{ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ } : بالعقوبة ، { قَبْلَ الْحَسَنَةِ } أي : العافية سألوا نزول العذاب استهزاء أو يطلبون النقمة لا النعمة كقولهم : " عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب " ، { وَقَدْ خَلَتْ } مضت { مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ } : عقوبات أمثالهم من المكذبين فما لهم لم يعتبروا ، { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ } أي : لذو إمهال وستر ، { عَلَى ظُلْمِهِمْ } : على كفرهم ومعاصيهم ، وإن فسرت المغفرة بالعفو فعلى ظلمهم خال ولابد أن يفسر الظلم بمعاصي غير الكفر ، ولا يناسب المقام فإنه إن فسرت بما يعمه فلا يخفى{[2486]} أن العفو من غير توبة فلا يصح بمذهب ، وإن كان بعد التوبة فلا يلائم ، لأنهم بعد التوبة ليسوا على الظلم ، { وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ } : لمن شاء .


[2486]:في الأصل المطبوع: "فلا يخ" ولعل الصواب ما أثبت.