التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَيَسۡتَعۡجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبۡلَ ٱلۡحَسَنَةِ وَقَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِمُ ٱلۡمَثُلَٰتُۗ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغۡفِرَةٖ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلۡمِهِمۡۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (6)

قوله تعالى { ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات وإن ربّك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب }

قال الشنقيطي : قوله تعالى { ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات } الآية . المراد بالسيئة هنا : العقوبة وإنزال العذاب قبل الحسنة أي قبل العافية ، وقيل الإيمان ، وقد بين تعالى في هذه الآية أن الكفار يطلبون منه صلى الله عليه وسلم أن يعجل لهم العذاب الذي يخوفهم به إن تمادوا على الكفر ، وقد بين

هذا المعنى في آيات كثيرة ، كقوله : { ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده } وكقوله : { ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون } ، وكقوله : { يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين } ، وقوله { سأل سائل بعذاب واقع للكافرين } ، وقوله { وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء } الآية .

وسبب طلبهم لتعجيل العذاب هو العناد ، وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كاذب فيما يخوفهم به من بأس الله وعقابه ، كما قال تعالى { ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه } ، وكقوله : { يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين } ، وقوله { قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين } .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله : { وقد خلت من قبلهم المثلات } وقائع الله في الأمم فيمن خلا قبلكم ، وقوله : { ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنه } ، وهم مشركو العرب ، استعجلوا بالشر قبل الخير ، وقالوا : { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم } الأنفال : 32 .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله : { المثلات } قال : الأمثال .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : { وإن ربك لذو مغفرة للناس } يقول : ولكن ربك .