وقوله تعالى : ( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ) الاستفعال يكون على وجهين :
والثاني : طلب الفعل ][ في الأصل وم : يكون طلب الفعل نفسه ] كقوله تعالى : ( ادعوني أستجب لكم )[ غافر : 60 ] قيل : أجب لكم ، وقوله تعالى : ( فليستجيبوا لي )[ البقرة : 186 ] أي فليجيبوا لي وقوله تعالى : ( ويستعجلونك ) .
فإن كان على طلب الفعل فهو ما سألوا رسول الله العذاب ( سأل سائل بعذاب واقع )[ المعارج : 1 ] ( وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب )[ ص : 16 ] وقولهم : ( إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء )[ الأنفال : 32 ] فبدؤوا بسؤالهم [ العذاب قبل سؤالهم ][ ساقطة من الأصل وم ] تأخيره وإمهاله ، وتأخير العذاب عنهم[ في الأصل وم : عندهم ] من الحسنة ، فاستعجلوا بهذا قبل هذا .
وإن كان الفعل نفسه فقوله : ( ويستعجلونك ) أي عجلوك يا محمد ( بالسيئة ) إليك قبل أن يكون منهم إليك حسنة حين[ في الأصل وم : حيث ] كذبوك في الرسالة ، وآذوك في نفسك ، ولم يكن منهم إليك إحسان من قبل ، والله أعلم بذلك . وقيل : ( بالسيئة ) العذاب على ما ذكرنا ( بالسيئة ) أي قبل العفو . وسؤالهم السيئة والعذاب بجهل[ في الأصل وم : يجعل ] منهم أنه رسول الله وأنه صادق في ما يخبر ، ويوعد من العذاب . كانوا لا يسألون [ العذاب ][ ساقطة من الأصل وم ] لأنهم يعلمون أن الله يقدر على أن ينزل عليهم العذاب ، لكن سألوا ذلك بجهلهم بأنه رسول الله سؤال استهزاء وسخرية . وإن كان على هذا سؤالهم كان فيه دلالة أن العقوبة والعذاب قد يلزم من جهل الأمر ، إذ كان سبيل العلم به بالنظر والتفكر ، والله أعلم .
وقوله تعالى : ( وقد خلت من قبلهم المثلات ) قال بعضهم : العقوبات أي قد كان في الأمم الخالية العقوبات بسؤالهم العذاب والمعاندة في الآيات إذا جاءت . كأنه ، والله أعلم ، يصبر رسوله على سفه قومه[ في الأصل وم : قومهم ] بسؤالهم العذاب والآيات ثم المعاندة فيها ؛ يقول : كما في الأمم الماضية سؤال العذاب والآيات ثم المعاندة من بعد نزولها ، فلزمت[ في الأصل وم : فنزلت ] لهم العقوبات . فعلى ذلك هؤلاء .
وقال بعضهم ( المثلات ) الأمثال والأشياء ، وكذلك ذكر في حرف حفصة : ( وقد خلت من قبلهم الأمثال ) ما لو اعتبروا بها كان مثلا لهم . ولكن لا يعتبرون ، فيمنعهم عن أمثال ذلك .
وقوله تعالى : ( وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ) قال بعضهم : ( لذو مغفرة ) أي ذو ستر على ظلمهم وتأخير العذاب إلى وقت كقوله : ( إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار )[ إبراهيم : 42 ] وقوله ( وما نؤخره إلا لأجل معدود )[ هود : 104 ] وقال بعضهم : ( لذو مغفرة ) للكفار لمن لم يتب ، ومات على الظلم والشرك .
وقوله تعالى : ( وإن ربك لشديد العقاب ) للكفار ؛ وعلى التأويل الأولك ( وإن ربك لشديد العقاب ) إذا عاقب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.