النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَيَسۡتَعۡجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبۡلَ ٱلۡحَسَنَةِ وَقَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِمُ ٱلۡمَثُلَٰتُۗ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغۡفِرَةٖ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلۡمِهِمۡۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (6)

قوله عز وجل : { ويستعجلونَكَ بالسيئة قَبْل الحسنة } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : يعني بالعقوبة قبل العافية ، قاله قتادة .

الثاني : بالشر قبل الخير ، وهو قول رواه سعيد بن بشير .

الثالث : بالكفر قبل الإجابة . رواه القاسم بن يحيى .

ويحتمل{[1599]} رابعاً : بالقتال قبل الاسترشاد .

{ وقد خلت من قبلهم المثلاتُ } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : الأمثال التي ضربها الله تعالى لهم ، قاله مجاهد .

الثاني : أنها العقوبات التي مثل الله تعالى بها الأمم الماضية{[1600]} ، قاله ابن عباس .

الثالث : أنها العقوبات المستأصلة التي لا تبقى معها باقية كعقوبات عاد وثمود حكاه ابن الأنباري والمثلات : جمع مثُلة .

{ وإن ربك لذو مغفرةٍ للناس على ظُلمِهم } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : يغفر لهم ظلمهم السالف بتوبتهم في الآنف ، قاله القاسم بن يحيى .

الثاني : يغفر لهم بعفوه عن تعجيل العذاب مع ظلمهم بتعجيل المعصية .

الثالث : يغفر لهم بالإنظار توقعاً للتوبة .

{ وإنّ ربّك لشديد العقاب } فروى سعيد{[1601]} ابن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عند نزول هذه الآية : " لولا عفو الله وتجاوزه ما هنأ أحد العيش ، ولولا وعيده وعقابه لا تكل كل{[1602]} أحد " .


[1599]:كل ما أورده المؤلف بقوله "ويحتمل" فهو رأيه الخاص به كما أوضح رحمه الله في مقدمة كتابه هذا.
[1600]:في ك: السالفة والمعنى واحد.
[1601]:أخرجه ابن أبي حاتم والثعلبي من رواية حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب.
[1602]:كل: سقطت من ك. وهي في ق خل والتصويب من تفسير القرطبي 9/285.