الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَيَسۡتَعۡجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبۡلَ ٱلۡحَسَنَةِ وَقَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِمُ ٱلۡمَثُلَٰتُۗ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغۡفِرَةٖ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلۡمِهِمۡۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (6)

ثم قال تعالى : { ويستعجلونك بالسيئة ( قبل الحسنة ) }{[35656]}[ 6 ]الآية{[35657]} .

والمعنى : يستعجلك{[35658]} يا محمد ، مشركو قومك بالعذاب والعقوبة ، قبل الرخاء والعافية{[35659]} ، فيقولون : { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك }- الآية{[35660]} وهم يعلمون ما حل بالأمم قبلهم من العقوبات{[35661]} وهو قوله : { وقد خلت من قبلهم المثلاث }[ 6 ]{[35662]} : أي : العقوبات في الأمم الماضية على{[35663]} تكذيبهم الرسل ، فهلك{[35664]} قوم بالخسف ، وقوم بالرجفة ، وقوم بالغرق في أشباه لذلك من العقوبات{[35665]} .

قال قتادة : المُثلاثُ : وقائع الله عز وجل{[35666]} في الأمم الماضية{[35667]} .

وقال الشعبي : المثلات : القردة والخنازير{[35668]} .

ثم قال ( تعالى ) : { وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم }[ 6 ]{[35669]} : أي : لذو ستر على ذنوبهم ، وهم ظالمون{[35670]} .

{ وإن ربك لشديد العقاب }[ 6 ] ( أي ){[35671]} : لمن مات مصرا على كفره{[35672]} .

ولما نزلت هذه الآية ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لولا عفو الله ، ورحمته ، وتجاوزه ما هنأ لأحد{[35673]} عيش ، ولولا عقابه ، ووعيده ، وعذابه لا تكل كل واحد{[35674]} .

وقال ابن عباس : ما في كتاب الله ( عز وجل ){[35675]} آية أرجى{[35676]} من قوله : { وإن ربك لذو{[35677]} مغفرة للناس على ظلمهم }{[35678]}[ 6 ] .

( وقيل : المعنى ){[35679]} هو أن العبد يمحو الله بحسنته{[35680]} عشر سيئات ، وإذا هم بالحسنة كتب له ، وإن لم يعملها{[35681]} .


[35656]:ما بين القوسين ساقط من ق.
[35657]:ساقط من ط.
[35658]:ط: يستعجلونك.
[35659]:انظر هذا المعنى في: غريب القرآن 224، وجامع البيان 16/350.
[35660]:الأنفال: 32.
[35661]:ط: العقوبة.
[35662]:انظر هذا التوجيه في: معاني الفراء 2/59، وجامع البيان 16/350.
[35663]:ق: وعلم.
[35664]:ط: فهلك وهو سهو من الناسخ. ق: العقوبة.
[35665]:ساقط من ق.
[35666]:ساقط من ط.
[35667]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/351.
[35668]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/352.
[35669]:ساقط من ق.
[35670]:انظر هذا القول بتمامه في: المصدر السابق.
[35671]:ساقط من ق.
[35672]:انظر هذا القول المصدر نفسه.
[35673]:ط: أحدا.
[35674]:ط: أحد.
[35675]:ساقط من ق.
[35676]:ق: الرجاء.
[35677]:ط: كرر مرتين.
[35678]:انظر هذا القول في: إعراب النحاس 2/252.
[35679]:ساقط من ق.
[35680]:ق: بحسنة.
[35681]:هذا القول، وإن لم يكن بحديث، فإن في لفظه معنى الحديث الصحيح، وهو قول صلى الله عليه وسلم، إذا هم بالحسنة كتبت له، ولو لم يعملها، أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، وأحمد، والدارمي، انظر: صحيح البخاري بشرحه الفتح 11/331 كتاب الرقاق، باب من هم بحسنة أو بسيئة: عن ابن عباس. وصحيح مسلم 1/82 كتاب الإيمان، باب إذا هم العبد بحسنة كتبت، وإذا هم بسيئة لم تكتب. وانظر: تحفة الأحوذي 8/50 شرح الترمذي: كتاب التفسير سورة الأنعام عن أبي هريرة، ومسند الإمام أحمد 1/227، وسنن الدارمي 2/321، كتاب الرقاب. باب: من هم بحسنة، وكلاهما عن ابن عباس.