جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَآ أَنۡ أَخۡرِجۡ قَوۡمَكَ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَذَكِّرۡهُم بِأَيَّىٰمِ ٱللَّهِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّكُلِّ صَبَّارٖ شَكُورٖ} (5)

{ وَلَقد{[2549]} أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا{[2550]} } كاليد والعصا ، { أَنْ أَخْرِجْ } أي : بأن أخرج أو أن مفسرة ففي الإرسال معنى القول ، { قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ } : بنعمائه عليهم من فلق{[2551]} البحر والإنجاء من يد فرعون وغير ذلك أو بوقائعه في الأمم السالفة ، { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } ، أي : ما صنعنا ببني إسرائيل أو ما نزل من البلاء على الأمم عبرة لمن يصبر على بلائه ويشكر لنعمائه .


[2549]:ولما ذكر أن كتب الرسل بلسان قومهم شرع في حكاية رسول كتابه بعد القرآن، أجل الكتب تسلية و تثبيتا وتصبيرا للنبي المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ــ فقال: "ولقد أرسلنا" /12 وجيز.
[2550]:الجمهور على أن المراد بآياتنا تسع الآيات المشهورة / 12 وجيز.
[2551]:وهذا التفسير رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في مسند أبيه ورواه ابن أبي حاتم وابن جرير عن رسول الله ـ صلى عليه وسلم ـ [المسند (5/166) عن أبي بن كعب مرفوعا، و ذكر ابن كثير(2/524) أن عبد الله بن أحمد رواه أيضا موقوفا وهو أشبه]، وهو قول كثير من السلف كمجاهد وقتادة وغيرهم وعلى هذا التذكير لإسلام بعض أو يكون بعد كفرهم لعبادة العجل / 12 وجيز.